الأسواق تحتفل بتقرير التضخم.. والدولار يواصل الهبوط
فتح المؤشران ستاندرد اند بورز 500 وناسداك عند مستويات غير مسبوقة، الجمعة، بعد أن دعم تقرير التضخم الآمال في توقعات بميل سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي نحو التيسير هذا العام.
وصعد المؤشر داو جونز الصناعي 118.8 نقطة بما يعادل 0.27٪ إلى 43505.6 نقطة، وفتح المؤشر ستاندرد اند بورز 500 مرتفعا 9.7 نقطة أو 0.16٪ إلى 6150.7 نقطة، وزاد المؤشر ناسداك المجمع 49.4 نقطة أو 0.24٪ مسجلا 20217.264 نقطة.
وحوم الدولار، الجمعة، قرب أدنى مستوياته في 3 أعوام ونصف العام مقابل اليورو والجنيه الإسترليني، إذ راهن المتعاملون على تخفيضات أكبر لأسعار الفائدة الأميركية، لكنهم قلصوا من توقعاتهم بأن يخفّض البنك المركزي الأوروبي تكلفة الاقتراض بعد ارتفاع التضخم في فرنسا وإسبانيا.
وشهد اليورو ارتفاعا طفيفا في التعاملات الأوروبية المبكرة بعد أن أظهرت أحدث البيانات ارتفاع أسعار المستهلكين في فرنسا بأكثر من المتوقع في يونيو.
وقال كينيث برو، رئيس أبحاث الشركات والعملات الأجنبية والأسعار في سوسيتيه جنرال "ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين لقطاع الخدمات الفرنسي ومؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في إسبانيا يلقيان بظلال من الشك على إمكانية إجراء البنك المركزي الأوروبي المزيد من التيسير النقدي".
وفي الوقت نفسه، أثّرت أحدث بيانات لنفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة الأميركية بشكل أكبر على الدولار في تعاملات منتصف اليوم.
وتراجع إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في مايو مع انحسار الدعم الناتج عن الشراء الاستباقي لسلع مثل السيارات قبل فرض الرسوم الجمركية.
وبحلول الساعة 1244 بتوقيت غرينتش، صعد اليورو 0.26٪ إلى 1.173 دولار، بفارق ضئيل عن 1.1745 دولار الذي سجله في الجلسة الماضية وهو أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2021.
وبلغ الفرنك السويسري 0.7971 دولار في أحدث التداولات، مرتفعا إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من 10 سنوات.
وينصبّ تركيز السوق هذا الأسبوع على السياسة النقدية الأميركية، مع انحسار الاضطرابات الجيوسياسية التي نجمت عن الصراع بين إسرائيل وإيران بعد وقف إطلاق النار الذي يبدو صامدا.
وأدّى احتمال إعلان ترامب مبكرا عن اختياره للرئيس المقبل لمجلس الاحتياطي الاتحادي، البنك المركزي الأميركي، والذي من المتوقع أن يكون أكثر ميلا للتيسير النقدي، إلى زيادة احتمالات خفض أسعار الفائدة.
كما تمّ تفسير إفادة لرئيس البنك المركزي الحالي، جيروم باول، بالكونغرس هذا الأسبوع على أنّه أصبح أكثر ميلا إلى التيسير النقدي، مما زاد من توقعات خفض أسعار الفائدة. وتنتهي مدّة باول في المنصب في مايو العام المقبل.
وقالت كارول كونغ محللة العملات في بنك الكومنولث الأسترالي "كلما جرى تقديم موعد إعلان بديل لباول، كلما جرى تفسير ذلك على أنه أصبح (بلا فائدة)".
وصرح مصدر مطلع على مناقشات البيت الأبيض لرويترز، الخميس، إن ترامب لم يقرر بعد بديلا لباول، وإن القرار ليس وشيكا.
واستقرّ الين عند 144.47 للدولار، بينما سجل الجنيه الإسترليني 1.3745 دولار في أحدث التداولات، أي أقلّ بقليل من أعلى مستوى له في أكتوبر 2021 عند 1.37701 دولار الذي لامسه الخميس.
وحوم مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل 6 عملات أخرى، بالقرب من أدنى مستوياته منذ مارس 2022 مسجلا 97.114 نقطة، ويتجه للانخفاض 2.3٪ في يونيو، في تراجع للشهر الـ6 على التوالي.
وانخفض المؤشر أكثر من 10٪ هذا العام مع تأجيج رسوم ترامب الجمركية للمخاوف بشأن النمو في الولايات المتحدة، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن بدائل.
وسينصبّ اهتمام المستثمرين أيضا على التقدم المحرز نحو إبرام الاتفاقيات التجارية قبل الموعد النهائي الذي يحلّ في الـ9 من يوليو لفرض رسوم جمركية أميركية "مضادة"، إذ تسعى الدول جاهدة للتوصل إلى اتفاقات قبل انتهاء المهلة.
وقال المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، الخميس، إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يبرم اتفاقا تجاريا "سريعا وبسيطا" مع الولايات المتحدة بدلا من اتفاق "بطيء ومعقد".