البحث عن مشط وصابون.. بماذا تنصح "الطبيبة لبنى" فتيات غزة؟

تواجه فتيات ونساء غزة معضلة حقيقية.. بخلاف غياب الاحتياجات الأساسية، لا تتوفر منتجات النظافة الشخصية والعناية التي تحتاجها أي امرأة في الظروف الطبيعية.

وتقول الطبيبة لبنى إن النساء في غزة لا يجدن المنتجات المطلوبة في فترة الدورة الشهرية، وذلك بعد توقف عملية التجارة في القطاع الفلسطيني منذ بدء الحرب، وإبطاء عملية تدفق المساعدات التي كانت تحتوي على مثل هذه الأشياء بنسب ضئيلة.

وتشير لبنى إلى أن النساء والفتيات في غزة غير قادرات على العناية بشعرهن، ليس فقط بسبب عدم وجود أمشاط، وإنما أيضا لغياب سوائل تنظيف الشعر مثل الصابون والمنتجات الأخرى.

وكانت دعوات قد خرجت من قطاع غزة بعد أسابيع الحرب الأولى، للمطالبة بأن تشمل حافلات المساعدات التي تدخل يوميا من معبر رفح المصري إلى نظيره الفلسطيني، تلك المنتجات التي تحتاجها النساء.

وبعد سيطرة إسرائيل على معبر رفح، وتقليل حجم المساعدات التي تقدم لسكان غزة، عادت النساء لتعاني من نقص المنتجات التي تحتاجها، ليلجأ بعضهن إلى قص الشعر نظرا لعدم وجود أي طريقة للعناية به، لأن حتى الماء النادر بات يصعب إهداره على غسيل الشعر بصفة دورية.

وتشير الطبيبة "لبنى" إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تفشي الكثير من الأمراض في غزة، في وقت تندر خلاله الأدوية والمواد الطبية، وكانت الأمراض الجلدية هي الأكثر انتشارا، لشدة الحرارة في الخيام والتعرق وازدحام المخيمات، وعدم وجود ما يكفي من الماء للاستحمام.

وتهتم لبنى بعلاج الأطفال مع فريق عمل صغير، بعد أن كانت تعمل في مستشفى ببيت لاهيا، قبل أن تفصل الدبابات الإسرائيلية شمال القطاع عن جنوبه، لتضطر إلى الذهاب إلى رعاية الأطفال يوميا سيرا على الأقدام مارة بمنزلها المُدمر من القصف الإسرائيلي.

ويتلخص عمل لبنى في عيادة علاجية صغيرة، تهتم بعلاج العائلات التي تلقت أوامر إسرائيلية بالنزوح وترك بيوتهم، أو أولئك الذين تعرضت منازلهم للقصف، وهم النسبة الأكبر من سكان غزة.

وتشير الطبيبة الفلسطينية إلى أن الأدوية شحت للغاية في قطاع غزة، مع توفر بعضها بأسعار باهظة الثمن، للدرجة التي جعلت أنبوب مرهم الحروق البسيط يعادل ثمنه 53 دولارا.

وانخفضت عمليات تسليم المساعدات الدولية إلى قطاع غزة بعد سيطرة إسرائيل على المعبر الحدودي مع رفح المصرية، ما جعل الأزمة الإنسانية تتفاقم بتوقف إمدادات الدواء والغذاء والماء.

وتأمل لبنى في أن يتم إعادة فتح المعبر مع مصر، حتى تحصل على ما يلزم من الدواء لتقديم العلاج المناسب للحالات التي ترعاها، لأنها تبدو عاجزة أمام بعض الأمراض وخاصة الجلدية، دون أن يكون لديها العقاقير اللازمة لمجابهته.

في وقت طبيعي، كانت أسواق غزة ستصبح مليئة بحقائب المدارس، والأحذية الجديدة للطلاب، والملابس التي يرتدونها في العام الدراسي الجديد، لكن موسم المدارس هذا العام يختلف في القطاع الفلسطيني، لأنه ببساطة بدون مدارس.

لا تستطيع غزة العودة لممارسة الحياة الطبيعية، فقد ضاع العام الدراسي الماضي 2023-2024، بعد توقف الدراسة جراء الحرب الإسرائيلية والقصف المستمر.

وتحولت مدارس القطاع إلى ملاجئ للنازحين الذين أجبروا على ترك بيوتهم، أو الذين قصفت منازلهم فصاروا بلا مأوى، وباتت الأبنية التعليمية مراكز إيواء.

وشهد شهر أغسطس الجاري، قصف إسرائيل 6 مدارس في قطاع غزة، كانت تأوي آلاف النازحين، لتخلف مئات القتلى والمصابين، وتواصل تدمير البنية التحتية للتعليم.

ويعلن الجيش الإسرائيلي عقب قصف المدارس، أنه يستهدف معاقل لمسلحي حماس أو الجهاد في المدارس، بينما تنفي حماس تواجد عناصرها في موقع القصف الذي يستهدف المدنيين.