هل الجيش اللبناني قادر على "ضبط الحدود"؟

في مؤتمر دولي عقد في باريس الأسبوع الماضي، أشار الزعماء الأوروبيون إلى القوات المسلحة اللبنانية باعتبارها مفتاحاً لاستقرار البلاد. وتم الإعلان عن مساهمات بنحو 200 مليون دولار، بما في ذلك المبالغ التي قدمتها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا.

ولكن المشكلة الوحيدة، بحسب تقرير مطول لصحيفة وول ستريت جورنال أن "الجيش اللبناني لم يرق لسنوات إلى مستوى تطلعات الغرب، حيث خنقته الموارد المحدودة والواقع السياسي الهش في لبنان".

على الرغم من التمويل الأمريكي البالغ 3 مليارات دولار منذ عام 2006، فإن القوات المسلحة اللبنانية "غير مجهزة لتأمين حدود البلاد مع إسرائيل وإبعاد حزب الله من هناك"، بحسب الصحيفة.

بالأرقام

الجيش اللبناني لديه ما يقرب بين ٧٠ و٨٠ ألف جندي في الخدمة الفعلية، مقارنة بتقديرات تصل إلى ١٠٠ ألف عنصر لدى لحزب الله.

يفتقر الجيش إلى أنظمة دفاع جوي متقدمة ولا يمتلك سوى حوالي خمس طائرات مقاتلة عاملة وقدرات صاروخية محدودة، وفقًا للقوات المسلحة اللبنانية، في حين يمتلك حزب الله عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار.

ويشير التقرير إلى مجموعة عوامل ساهمت في إضعاف الجيش وأبرزها "التوازن الطائفي المعقد في البلاد".

بلغ الإنفاق العسكري اللبناني العام الماضي 241 مليون دولار، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، شكلت الأموال الأميركية أكثر من نصف الإنفاق من عام 2021 إلى عام 2023، مع طلب 150 مليون دولار للعام المقبل.

فرصة

على الرغم من "إخفاقات الجيش" في السابق، بحسب تعبير الصحيفة، فقد تكون هذه المرة مختلفة، كما قالت رندا سليم، مديرة برنامج حل النزاعات والحوارات المسار الثاني في معهد الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث في واشنطن العاصمة.

وتابعت: "اليوم، لدينا حزب الله ضعيف، مع القضاء على معظم قياداته، وخسارة جزء كبير من ترسانته، وتدمير معاقله، ونزوح 1.2 مليون من ناخبيه".

وأضافت: "الجيش اللبناني مختلف أيضا، إنه أكثر قدرة وأفضل تدريبا بفضل سنوات من الدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".

لماذا الحديث عن الجيش اليوم؟

قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الأربعاء إنّه التمس من المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتين إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل الخامس من الشهر المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وأكد رئيس الحكومة اللبنانية أنّ "الجيش اللبناني مستعد لتعزيز وجوده في جنوب لبنان... وألا يكون هناك سلاح في منطقة جنوب الليطاني إلا للشرعية اللبنانية"، تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي ينص على الانسحاب الكامل لإسرائيل من لبنان وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.