صراعات
كشفت صحيفة واشنطن بوست عن خلفيات قضية جرائم حرب أثّرت على وحدة عسكرية في العراق كان قد خدم فيها بيت هيغسيت، المرشّح لمنصب وزير الدفاع في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
ورغم أن هيغسيت لم يكن متورطًا بشكل مباشر في عمليات قتل المعتقلين، فإن التجربة التي عاشها خلال تلك الفترة يبدو أنها شكّلت موقفه لاحقًا من الدفاع عن العسكريين المتهمين بجرائم حرب.
وقعت الحادثة في 9 مايو 2006 عندما زعم جنود أميركيون أنهم قتلوا ٣ معتقلين كانوا يحاولون الهروب أثناء عملية ضد تنظيم القاعدة قرب مدينة سامراء العراقية. لكن تحقيقات الجيش كشفت لاحقًا أن الجنود أطلقوا سراح المعتقلين عمدًا ثم أطلقوا النار عليهم من الخلف.
التحقيقات أدت إلى إدانات بالقتل، ومحاكمات عسكرية، وإصدار رسالة لوم رسمية للعقيد مايكل ستيل، قائد اللواء.
في حديث لواشنطن بوست، وصف ستيل الحادثة بأنها "أفراد اختاروا التصرّف بشكل مستقل"، مشيرًا إلى التأثير الدائم للحادثة على جميع المعنيين.
كان هيغسيت، البالغ من العمر حينها 26 عامًا، ضابطًا برتبة ملازم في الحرس الوطني عند انضمامه إلى وحدة الفرقة 101 المحمولة جوًا في صيف 2005. وبينما لم يكن حاضرًا أثناء وقوع جرائم القتل، كان قريبًا من الجنود المتورطين، مما جعل الحادثة تشكّل تجربة أساسية في مسيرته المهنية.
وأفاد جنود خدموا معه أن التحقيقات الطويلة في القضية تركت شعورًا بين الجنود بأن الجيش قد تخلى عنهم.
ولم يرد هيغسيت أو فريق ترامب الانتقالي على طلبات التعليق بشأن الحادثة.
على مدى السنوات التالية، قلّل هيغسيت من ذكر هذه القضية علنًا، لكنه انتقل من تأييد تصعيد القوات الأميركية في العراق عام 2007 إلى انتقاد الحرب بشكل عام. كما برز كمدافع قوي عن الجنود المتهمين بجرائم حرب، معتبرًا أن القواعد الصارمة للاشتباك تثقل كاهل العسكريين وتعرّضهم لمخاطر قانونية غير مبررة.
وكان هيغسيت قد دافع علنًا عن قرارات ترامب بالعفو عن جنود متهمين بجرائم حرب، مشيدًا بدعمه لأولئك الذين "يتخذون قرارات مستحيلة في لحظات مستحيلة".
عرفت الوحدة التي خدم فيها هيغسيت، والمعروفة باسم "كِل كومباني"، بنهجها العدواني في التعامل مع التهديدات، لدرجة أنها احتفظت بلوحة تسجيل تتضمن عدد القتلى، بما في ذلك المدنيين.
ورغم الانتقادات التي أثارتها هذه السلوكيات، رأى هيغسيت أن تدريب الوحدة كان مسؤولًا عن تشكيل عقيدتها الهجومية.
وفي حديث مع صحيفة ذا نيويوركر عام 2009، أشار هيغسيت إلى أنه أعرب عن مخاوفه بشأن تعليمات قادته التي تضمنت دخول المنازل بـ"أسلوب هجومي"، محذرًا من إمكانية قتل مدنيين أبرياء.
© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة