تقرير عالمي: صحة لبنان تواجه المجهول

كشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية، الجمعة 20 ديسمبر، عن سوء حالة المرافق الصحية في لبنان، بسبب الظروف التي مرت بها البلاد خلال الفترة الماضية.

وقال التقرير الرسمي الذي حصلت بلينكس على نسخة منه، إن مرافق صحية عدة ما زالت مغلقة، بينما تعمل أغلب المستشفيات بأقل من طاقتها بسبب القيود المالية ونقص الموظفين، وهي مشكلة منذ فترة طويلة في لبنان.

وأشار التقرير إلى أن الحرب الأخيرة التي شهدها لبنان، "زادت معاناة النظام الصحي الذي يعاني من آثار الأزمة الاقتصادية والجمود السياسي بالإضافة إلى أزمة اللاجئين السوريين".

وذكر التقرير أن الأحداث الجارية في سوريا تؤثر على لبنان وعلى عمليات منظمة الصحة العالمية، بسبب عبور المواطنين السوريين إلى لبنان، بينما يعود اللاجئون السوريون من لبنان إلى سوريا.

ويقول ممثل الصحة العالمية في لبنان، عبد الناصر أبو بكر: "النظام الصحي المنهك تمكن بالفعل من الصمود بشجاعة أمام العاصفة الأخيرة، لكنه ازداد ضعفا، وسيكون طريق التعافي طويلا ومليئا بالعقبات".

لفت التقرير إلى حاجة القطاع الصحي اللبناني إلى عاملين صحيين، وأكد أن أكثر من 530 عاملا صحيا ومريضا في لبنان، قتلوا أو جرحوا خلال الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.

ونزح آلاف العاملين الصحيين أو هاجروا تاركين المستشفيات والمراكز الصحية تكافح من أجل الصمود أمام متطلبات السكان الصحية.

وقالت المنظمة العالمية إن الحاجة ماسة إلى توفر العاملين الصحيين من أجل تشغيل المستشفيات بالصورة الطبيعية.

أصيب أكثر من 17 ألف شخص بجروح، بالإضافة إلى مقتل 4 آلاف، منذ 8 أكتوبر 2023 في لبنان، ما يجعل تأهيل الجرحى ضغطا إضافيا على القطاع الصحي.

وقال الدكتور أحمد الشيخ حسن، المسؤول التقني في مجال علاج الرضوح: "الدمار المادي يشبه ما نراه بعد الزلزال، وقد تسبب في إصابات معقدة وجروح مفتوحة وكسور".

وتابع: "العلاج الذي قدم خلال الحرب لم يكن بالشكل الأمثل في أغلب الأحيان، لذلك فإن المصابين بحاجة إلى عمليات جراحية متعددة لمنع المضاعفات والإعاقات".

ويحتاج شخص واحد من كل 4 أشخاص يعانون من إصابات تغير مجرى حياتهم، إلى إعادة تأهيل طبي على المدى الطويل، وفي حالات محددة يحتاجون إلى أطراف اصطناعية وتكنولوجيا متطورة.

ويقول عبد الناصر إن الحاجة للرعاية الصحية المتخصصة سوف تستمر لأشهر وربما لسنوات، مضيفا: "نحتاج إلى جراحين ترميم لعلاج المصابين بجروح خطيرة، وأطباء عيون، ومتخصصي علاج طبيعي لإعادة تأهيل مبتوري الأطراف، واختصاصيي بدليات لمساعدة مستخدمي الأجهزة المساعدة".