"من الساحل للسياج".. محور جديد يقسم شمال غزة
كشف تحقيق لصحيفة واشنطن بوست أن الجيش الإسرائيلي قام بهدم أحياء بأكملها في شمال غزة، إضافة إلى إقامة تحصينات عسكرية وبناء طرق جديدة، بالتزامن مع إخلاء المناطق من سكانها الفلسطينيين بهدف إقامة "منطقة عازلة جديدة".
ووفقا لتحليل الصحيفة لصور الأقمار الصناعية عالية الدقة، الإثنين، فإن ما يقرب من نصف مخيم جباليا للاجئين قد تم هدمه أو تطهيره بين 14 أكتوبر و15 ديسمبر، تُظهِر إنشاء محور عسكري يمتد من الساحل إلى السياج الحدودي مع إسرائيل، ما يعزز التحركات الميدانية للقوات الإسرائيلية.
أشار التحقيق إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات تطهير واسعة على جانبي هذا المحور، وبنى مواقع عسكرية على شكل مربعات محمية.
يشبّه محللون تحدثوا للصحيفة هذا النهج بتكتيك تم استخدامه سابقًا في ممر نتساريم، وهو منطقة استراتيجية كانت تقع في وسط غزة. إلا أن ما يميز العمليات الحالية هو وقوعها في مناطق حضرية مكتظة بالسكان، مما أدى إلى دمار كبير في المدن الشمالية الفلسطينية.
ما الهدف من المحور الجديد؟
ورغم عدم تقديم الجيش الإسرائيلي تفسيرًا علنيًا لهذه التحركات، يرى محللون أن الهدف منها قد يكون إنشاء منطقة عازلة تفصل شمال غزة عن باقي المناطق، بهدف حماية المستوطنات الإسرائيلية في الجنوب التي تعرضت للهجمات في 7 أكتوبر 2023.
تزامنًا مع هذه العمليات، أصدرت القوات الإسرائيلية أوامر إخلاء للسكان الفلسطينيين، مطالبة إياهم بالفرار من المناطق المستهدفة "لضمان سلامتهم"، دون تحديد أي جدول زمني للسماح بعودتهم.
في الوقت ذاته، تواصل حركة حماس الضغط في المفاوضات، مطالبة بالسماح للعائلات الفلسطينية بالعودة إلى الشمال خلال أي وقف محتمل لإطلاق النار، وهو ما يشكل نقطة خلاف رئيسية في المناقشات مع إسرائيل حول اتفاقيات تبادل الأسرى ووقف القتال.