حزب الله يواجه "نقطة ضعف جديدة" في لبنان

بعد ثلاثة أشهر من موافقة حزب الله على وقف إطلاق النار، أصبح الضرر الذي ألحقته إسرائيل بالجماعة المدعومة من إيران واضحا، بحسب تقرير مطول لصحيفة وول ستريت جورنال.، التي قالت نقلا عن مصادر إن القدرات العسكرية "تدهورت بشكل كبير وأصبحت الموارد المالية في مأزق" جعل الحزب "يكافح من أجل الوفاء بالتزاماته تجاه بيئته".

ويقول التقرير إن الحزب جمد في الأسابيع الأخيرة دفع تعويضات عن طريق "شيكات" تم إصدارها بالفعل، وقالت مصادر للصحيفة إن الحزب لم يحصل على أي دعم في الفترة الأخيرة مطلقا.

وقدر البنك الدولي تكلفة الأضرار التي لحقت بالمنشآت في لبنان نتيجة للقصف الإسرائيلي بنحو ٣.٤ مليار دولار أميركي، مع تدمير نحو ١٠٠ ألف منزل جزئيا وكليا، وفي وقت يحتاج خلاله السكان إلى تعويضات من الحزب الذي يحظى بتأييدهم.

وتكشف التحديات المالية التي تواجه حزب الله ضعفه الشديد بعد توقف تدفق الأموال من إيران الداعم الرئيسي بعد سقوط نظام بشار الأسد، كما قُطع طريق الإمداد بالسلاح.

وحث حزب الله الحكومة اللبنانية على مساعدته في إعادة الإعمار وبناء المنشآت المدمرة من جديدة، إذ قال الأمين العام الجديد له، نعيم قاسم، إن على الحكومة "الوفاء بمسؤولياتها"، وهو ما اعتبرته الصحيفة اعتراف من قبل الحزب بضعف إمكانياته المادية.

وشارك مئات الآلاف من مناصري حزب الله الأحد في تشييع الأمين العام السابق حسن نصرالله في جنوب بيروت، تزامنا مع تأكيد خلفه نعيم قاسم أن "المقاومة لم تنته"، رغم خسائر عسكرية وسياسية مني بها الحزب المدعوم من طهران خلال مواجهته الأخيرة مع إسرائيل.

وأكد أن "المقاومة لم تنته، المقاومة مستمرة"، مضيفا "اعلموا أن المقاومة موجودة وقوية عددا وعدة وشعبا".

ونقلت الصحيفة عن سكان في مناطق بيئة حزب الله قولهم إن المؤسسة المالية الأساسية للحزب، القرض الحسن، جمدت في الأسابيع الأخيرة مدفوعات شيكات التعويض التي تم إصدارها بالفعل.

وتقول لينا الخطيب، زميلة مشاركة في مركز تشاتام هاوس للأبحاث: "لم يعد حزب الله يملك المال الكافي لتعويض أنصاره". ومن المرجح أن يتضاءل الولاء للجماعة في الأمد البعيد عندما يدرك أنصار حزب الله أنه لم يعد بوسعه أن يقدم لهم فوائد مالية أو سياسية أو أمنية".