خطة إسرائيلية لإعادة اجتياح غزة.. ما تفاصيلها؟
في الوقت الذي تعثرت فيه مفاوضات المرحلة الثانية للهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، تدق إسرائيل طبول الحرب المقبلة.
ويكشف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، السبت 8 مارس، أن إسرائيل خططا للحرب بدأتها فعلا من خلال قرار وقف الإمدادات إلى غزة، على أن تتبعها خطوات مثل قطع الكهرباء والمياه، وبعدها تبدأ مرحلة تصعيدية تتمثل في غارات جوية ومداهمات، وصولًا إلى اجتياح بري واسع للقطاع، بهدف احتلاله بالكامل.
بحسب التقرير، فإن الحرب الإسرائيلية في غزة أضعفت حماس، لكن الحركة ما تزال قادرة على القتال، فيما يطرح مسؤولون إسرائيليون تحدثوا للصحيفة عن احتلال غزة.
ورغم الدمار الهائل والخسائر البشرية التي تجاوزت 48 ألف قتيل في القطاع المحاصَر، لا تزال هناك مخاوف من أن التصعيد الجديد قد يؤدي إلى حرب طويلة. فما هي تفاصيل الخطة الإسرائيلية لغزة؟
البداية غارات جوية ثم التهجير
بدأت الخطة الإسرائيلية الجديدة لغزة بالفعل من خلال قرار فرض حصار شامل ومنع دخول البضائع والإمدادات إلى غزة.
الخطوة المقبلة، بحسب الصحيفة تتمثل في قطع الكهرباء والمياه، وفقا لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، وإذا لم تنجح هذه الإجراءات، ستلجأ إسرائيل إلى الغارات الجوية والمداهمات التكتيكية في غزة، وهو ما يعني تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين عادوا إلى شمال قطاع غزة خلال المرحلة الأولى من الهدنة.
وتنتهي الخطة باحتمال اجتياح عسكري واسع للقطاع بهدف السيطرة على الأرض، بحسب مصادر مطلعة على الخطة الإسرائيلية، في الوقت الذي أعلن فيه العديد من المحللين الإسرائيليين أن غزوًا آخر لغزة بات أمرًا لا مفر منه.
تأتي هذه الخطة في وقت وصلت فيه المحادثات بين إسرائيل وحماس إلى طريق مسدود، حيث تطالب إسرائيل بالإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس، فيما تشترط الحركة الالتزام بالخطة والدخول لمفاوضات المرحلة الثانية، وهو ما ترفضه إسرائيل.
هل تستطيع إسرائيل العودة للحرب في غزة؟
يؤكد محللون إسرائيليون، للصحيفة الأميركية، أن إسرائيل باتت في وضع عسكري أفضل الآن لدخول غزة مقارنة ببداية الحرب، فقد استعادت مخزونها من الذخائر، وتراجعت القيود التي فرضتها إدارة بايدن، ولم تعد بحاجة إلى نشر قوات كبيرة على حدودها الشمالية بعد توقيع هدنة مع حزب الله.
وتقدّر إسرائيل أنها قتلت 20 ألف عنصر من حركة حماس، بينهم قادة بارزون، فيما تشير مصادر إسرائيلية إلى أن التصعيد التدريجي قد يستمر شهرين، يتم خلالهما إعادة تعبئة القوات استعدادًا لغزو واسع النطاق للقطاع.
يقول يعقوب أميدرور، المستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي إن الحرب الجديدة قد تستغرق من 6 أشهر إلى عام على الأقل.
خبراء: حماس قادرة على الصمود
رغم تضررها الشديد، يرى خبراء أن حماس قادرة على الصمود في مواجهة جولة أخرى من الحرب.
تقول تهاني مصطفى، كبيرة المحللين بشأن فلسطين في مجموعة الأزمات الدولية: "هناك تقليل من شأن قدرات حماس على الاستمرار في القتل، لا يبدو أن أعداد مقاتليها تتضاءل، بل ربما ارتفعت بفضل التجنيد".
ويشكل غياب بديل واضح لحكم غزة تحديًا كبيرًا أمام أي سيطرة إسرائيلية طويلة الأمد. فبينما تواصل إسرائيل تدمير شبكة الأنفاق الواسعة التابعة لحماس، لا تزال أجزاء كبيرة منها سليمة، مما يجعل القضاء على الحركة أكثر تعقيدًا.
تواجه إسرائيل معضلة كبرى إذا استأنفت الحرب بينما لا تزال حماس تحتجز أسرى. لا يزال 59 شخصًا في الأسر، يُعتقد أن 24 منهم على الأقل على قيد الحياة.
وتُظهر استطلاعات الرأي في إسرائيل أن غالبية الجمهور تؤيد الدخول في المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّعته إسرائيل، وينص على إطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إنهاء دائم للحرب.