"حلقنا فوق القصر".. إسرائيل دمرت 70% من القوة النارية السورية
كشف طيارون من سلاح الجو الإسرائيلي في مقابلات حصرية مع
صحيفة جيروزاليم بوست عن تفاصيل غير مسبوقة حول الضربات الجوية الواسعة التي نفذتها إسرائيل ضد أهداف عسكرية في سوريا، مؤكدين أن نحو 70% من القوة النارية السورية تم تدميرها خلال غارات جويّة مكثفة في ديسمبر الماضي.
ووفقاً للملازم "ي"، أحد الطيارين الذين شاركوا في الغارات، فقد نفذت طائرات إف-16 الإسرائيلية، إلى جانب مقاتلات أخرى، عمليات دقيقة استهدفت بنى تحتية عسكرية ومواقع استراتيجية في العاصمة دمشق، شملت التحليق على ارتفاعات منخفضة فوق القصر الرئاسي.
قال الملازم "ي"، الذي شارك أيضاً في عمليات جوية ضد أهداف في لبنان وغزة: "كانت العملية الأولى ليلية، وشكلنا أسطولًا ضخمًا يهاجم أهدافًا حول دمشق. كانت الرؤية أمامي مليئة بالطائرات، وشعرت أن كل شيء ممكن".
استمرار الاعتماد على الـF-16
ورغم دخول مقاتلة إف-35 الخدمة في 2017، لا تزال طائرات إف-16 تشكل العمود الفقري للعمليات القتالية، بحسب مصادر عسكرية، مشيرين إلى أن هذه الطائرات شاركت في كل هجوم كبير تقريبًا على الجبهات المختلفة.
وفي يناير الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن استثمار 80 مليون دولار في أنظمة حماية متقدمة لطائرات إف-16 آي، في وقت تتزايد فيه التهديدات الإقليمية وعلى رأسها البرنامج النووي الإيراني.
وأكدت المصادر أن القوات الجوية الإسرائيلية تمكنت خلال غارات ديسمبر من التحليق فوق مواقع حساسة مثل مطار دمشق الدولي والقصر الجمهوري، مستفيدة من الانهيار شبه الكامل لشبكات الدفاع الجوي السورية.
وأشار الملازم "ي" إلى أن هذه الغارات لم تقتصر على الأهداف المعروفة، بل شملت أيضًا اختراق مناطق جديدة داخل سوريا لجمع معلومات استخباراتية ميدانية. وأضاف: "حققنا التفوق في أماكن لم نكن نحلم بالوصول إليها في السابق بسبب الخطر من الدفاعات الجوية".
وحول آلية اتخاذ القرار في العمليات الجوية، أشار الطيار "ي" إلى أن لكل سيناريو خططه الخاصة، موضحًا أن عدد الطائرات وأنواعها يختلف باختلاف طبيعة الأهداف ودرجة التهديد. "أحيانًا نستخدم تشكيلات كبيرة، وأحيانًا عمليات دقيقة بعدد محدود من الطائرات... كل شيء يُحسب بدقة"، قال الطيار.