الجنوب السوري "بيد إسرائيل"؟
تحت عنوان "في جنوب سوريا، إسرائيل هي القوة الأهم"، نشرت
صحيفة وول ستريت جورنال تحقيقا مطولا تحدثت فيه عن الوضع في قرية سورية صغيرة على الحدود مع إسرائيل، مؤكدة أن الأخيرة باتت مسيطرة بشكل شبه كامل على المنطقة هناك.
تتحدث الصحيفة عن قرية الحميدية والمرتفعات الاستراتيجية المحيطة بها، وتقول في قلب القرية، يراقب موقع عسكري إسرائيلي جديد الوضع عن كثب، أضواؤه لا تنطفئ حتى في وضح النهار. خلف ساتر ترابي، يتمركز دبابة ميركافا، فيما يتولى جنود شبان نقاط التفتيش وينفذون دوريات يومية، يدققون في الهويات ويقيدون حركة السكان ليلاً.
على أطراف القرية الغربية، وعلى بُعد ميل تقريباً من السياج الحدودي الإسرائيلي، تعمل الجرافات على إقامة سور ترابي ضخم، بعضها يمتد على أراضٍ يملكها المزارع عيد العلي. وقف الرجل يراقب بقلق ما يجري، بينما ترعى أغنامه بالقرب من تلك المنطقة التي أعلنها الجيش الإسرائيلي "محظورة"
يقول العلي، البالغ من العمر 49 عاماً: "أشعر وكأنني أسرق من أرضي!"
لكن سرعان ما انقطع حديثه بوصول جيب عسكري إسرائيلي.
ترجل بعض الجنود الإسرائيليين، معظمهم مراهقون يؤدون خدمتهم الإلزامية، سبق لهم القتال في غزة وجنوب لبنان. أحدهم قال بكل بساطة: "نمنعهم من دخول المنطقة لأسباب أمنية... وهم لا يحبوننا. وهذا مفهوم."
رحلة استمرت أربعة أيام في جنوب سوريا كشفت عن مدى القبضة الإسرائيلية المحكمة على المنطقة، وما تخلقه من تعقيدات للسكان، وحتى للنظام السوري الوليد الذي يحاول لملمة شتات دولة أنهكتها الحرب، وتهددها الانقسامات الطائفية والعرقية.
اليوم، ترتكز السيطرة الإسرائيلية على سلسلة من المواقع العسكرية الممتدة بين القرى وعلى التلال وفي المناطق الحرجية داخل المنطقة التي كانت يوماً محمية أممية، مما يمنحها إشرافاً مباشراً على مساحة تقارب 150 ميلاً مربعاً، وعلى حدود تمتد 50 ميلاً بمحاذاة الجولان ومناطق شمال إسرائيل.