نقاط تفتيش وانتشار موسع.. الجيش اللبناني في 500 موقع لحزب الله

بدأ الجيش اللبناني خلال الأشهر الماضية في توسيع انتشاره جنوب البلاد، مصادراً أسلحة تابعة لحزب الله ومفككاً مواقعه العسكرية، وذلك في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه بوساطة أميركية بين الحزب وإسرائيل، وفقاً لتصريحات رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام ومسؤولين عسكريين ودبلوماسيين مع صحيفة واشنطن بوست.

ووفقاً للمصادر، تم نشر ألف و٥٠٠ جندي إضافي في الجنوب، ليرتفع عدد القوات المنتشرة هناك إلى 6 آلاف جندي، في حين يُجرى حالياً تجنيد 4 آلاف عنصر إضافي. كما استأنف الجيش رحلات الاستطلاع الجوية، وأقام نقاط تفتيش، وأمّن بلدات حدودية عقب انسحاب القوات الإسرائيلية منها.

وقال رئيس الوزراء نواف سلام في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست: "الجيش يحرز تقدماً حقيقياً، ويوسّع وجوده ويعززه في الجنوب"، مشيراً إلى أن هذا التحرك لم يكن ممكناً قبل عام فقط.

الاتفاق ينص على نشر تدريجي لـ10 آلاف جندي لبناني في جنوب البلاد لتولي مهمة مصادرة أسلحة حزب الله وتفكيك مواقعه. وتشرف لجنة من خمسة أعضاء برئاسة مسؤول أميركي على تنفيذ بنود الاتفاق.

وأوضح دبلوماسي مطّلع على آلية التنفيذ، أن اللجنة تتلقى إحداثيات مستودعات الأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ من الجانب الإسرائيلي أو قوات حفظ السلام الأممية، ليقوم الجيش اللبناني بعد ذلك بالتدخل. وأضاف أن الجيش فكك حتى الآن أكثر من 500 موقع عسكري لحزب الله وفصائل أخرى.

ومع تصاعد الدعوات لنزع سلاح حزب الله في جميع أنحاء لبنان، وليس فقط جنوب نهر الليطاني، شددت المسؤولة الأميركية مورغان أورتاغوس خلال زيارتها الأخيرة في أبريل على ضرورة بسط سيطرة الدولة الكاملة على البلاد.

من جانبه، أكد رئيس الحكومة نواف سلام أن لبنان يسعى إلى تكريس احتكار الدولة لحمل السلاح "شمالاً وجنوباً لنهر الليطاني".

ورغم التقدم العسكري في الجنوب، تبقى مهمة نزع سلاح حزب الله في باقي المناطق معقدة، خصوصاً مع انشغال الجيش بتعزيز الحدود السورية في ظل اشتباكات متقطعة مع مهربين، إلى جانب معاناته من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ ست سنوات.

ويعتمد الجيش اللبناني على المساعدات الخارجية، لاسيما من الولايات المتحدة التي قدمت له أكثر من 3 مليارات دولار منذ عام 2006. وقال سلام إن حكومته تناقش زيادة رواتب العسكريين ضمن موازنة العام المقبل.

في ظل الظروف المعيشية الصعبة، يضطر العديد من الجنود للعمل في وظائف إضافية.