مقترح "الفرصة الأخيرة".. هل تسبق الهدنة احتلال غزة؟
بدأت بعض العائلات الفلسطينية مغادرة المناطق الشرقية من مدينة غزة، التي تتعرض لقصف إسرائيلي متواصل، إلى نقاط في الغرب خشية وقوع هجوم إسرائيلي قريب، فيما يفكر آخرون في التوجه إلى الجنوب.
وأثارت خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة قلقا عالميا، وكذلك في إسرائيل التي شهدت خروج عشرات الآلاف في مظاهرات هي الأكبر منذ بدء الحرب للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال وتحرير الرهائن الـ٥٠ المتبقين.
ودفع الهجوم المزمع مصر وقطر اللتين تتوسطان لوقف إطلاق النار إلى تكثيف الجهود في ما قال مصدر مطلع على المحادثات مع حركة حماس في القاهرة إنها قد تكون "محاولة الفرصة الأخيرة"، بحسب رويترز.
وتسلّم وفد حركة حماس الموجود في القاهرة مقترحا جديدا من الوسطاء المصريين والقطريين بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار، وفق ما أفاد مسؤول فلسطيني مطلع على سير المفاوضات وكالة فرانس برس.
وقال المسؤول الذي اشترط عدم ذكر اسمه إن "وفد حماس برئاسة خليل الحية في القاهرة تسلّم مقترحا جديدا من الوسطاء المصريين والقطريين لوقف النار"، موضحا أن المقترح "يستند إلى مقترح (المبعوث الأميركي ستيف) ويتكوف الأخير الذي ينص على هدنة لستين يوما وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على دفعتين".
وأكّد مصدر في حركة الجهاد لفرانس برس أن ممثلي مصر وقطر "نقلوا مبادرة جديدة إلى الفصائل الفلسطينية (...) تتضمن صفقة جزئية لوقف إطلاق النار".
وأشار المصدر الى أن المبادرة تشمل:
- وقف إطلاق نار مؤقت لـ60 يوما
- إطلاق سراح 10 إسرائيليين أحياء
- تسليم عدد من الجثث (جثث الرهائن)
- مفاوضات فورية لصفقة أشمل، بما يضمن التوصل إلى اتفاق بشأن اليوم التالي لانتهاء الحرب بوجود ضمانات.
وشدّد المصدر على أن وفود الفصائل في القاهرة تسعى "للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة وفقا لما طرحه الوسطاء لمنع تنفيذ خطة احتلال قطاع غزة ومنع تهجير مواطني القطاع"، مبينا أن حركة الجهاد "تتعاطى بإيجابية ومرونة كبيرة مع المبادرة".
ونقلت القناة ١٢ وهيئة البث الإسرائيلي عن مصادر أن حركة حماس أعطيت مهلة حتى مساء الاثنين لتقديم موقفها النهائي من المقترح الجديد، ورجحت المصادر أن يكون "الرد إيجابيا".
القناة ١٢ أفادت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجّه رسالة إلى الوسطاء خلال الأيام الأخيرة مفادها أن هناك "فرصة أخيرة" للتوصل إلى اتفاق قبل توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
ودعا كثير من الفلسطينيين في مدينة غزة إلى تنظيم احتجاجات في وقت قريب للمطالبة بإنهاء الحرب التي دمرت أغلب مناطق القطاع وتسببت في كارثة إنسانية، ودعوا حماس إلى تكثيف المحادثات لتجنب الهجوم البري الإسرائيلي، بحسب رويترز.
ومن المقرر أن تنظم نقابات مختلفة احتجاجا يوم الخميس في مدينة غزة، وتعهد أفراد على منصات التواصل الاجتماعي بالمشاركة في الاحتجاج، وهو ما سيزيد من الضغط على حماس.
وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إثر اجتماع عقده اليوم مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى في القاهرة أن رئيس الوزراء القطري محمد عبد الرحمن آل ثاني موجود في مصر "لتعزيز جهودنا المشتركة من أجل ممارسة أقصى درجات الضغط على الطرفين للتوصل الى اتفاق في أسرع وقت ممكن، لأن الوضع على الأرض (في قطاع غزة) يتخطّى كل ما يمكن تصوره".
إسرائيل تقر الخطة.. وهذه تفاصيلها
والأحد، صادق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، على الخطة العسكرية الخاصة باجتياح مدينة غزة، على أن يقدّمها لوزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، المتوقع أن يوافق عليها هو الآخر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي "تركيز" عملياته في مدينة غزة بشمال القطاع الفلسطيني بحسب زامي، وقال في بيان "نُقر اليوم الخطة للمرحلة التالية في الحرب".
والأسبوع الماضي، وافق المجلس الوزاري الأمني في إسرائيل على خطط للسيطرة على مدينة غزة ومخيمات للاجئين في ظل حرب مدمرة وحصار مستمرين منذ 22 شهرا.
ووفقاً للتسريبات، نوقشت أمام زامير عدة بدائل للعملية، قبل أن يختار إحداها ويمنح الضوء الأخضر لبدء التحضيرات.
الخطة، التي عُرضت الأحد، تقوم على مراحل تبدأ بعملية إجبار السكان على الإخلاء خلال نحو شهرين، ثم التوغل البري والسيطرة الكاملة عليها.