"مفاجأة متدحرجة".. سحابة نادرة وعملاقة تغزو شواطئ البرتغال

البرتغال، شأنها شأن معظم دول أوروبا، شهدت موجة حر خلال الأيام الأخيرة. بيد أن ظاهرة جوية نادرة أخرى استحوذت على اهتمام كثيرين من رواد الشواطئ الذين يحاولون مقاومة درجات الحرارة المرتفعة على شاطئ البحر.

يوم الأحد، شاهد كثيرون في أجزاء من الساحل الشمالي والأوسط للبرتغال، وسجلوا ظاهرة تعرف باسم ظاهرة "السحابة المتدحرجة".

ذلك التكون المتواصل على أبعاد كبيرة لم يعد أن يكون مجرد سحابة، حتى وإن أثارت الرعب في نفوس البعض بحجمها الهائل وشكلها المثير للدهشة.

خبير المناخ ماريو ماركيث، قال إن البرتغال شهدت هذه الغيمة من قبل، لكنها أكثر شيوعا في أماكن مثل أستراليا.

أضاف ماركيث أن هذه الظاهرة تحدث بكثرة هناك بسبب تلامس الهواء الأكثر برودة مع درجات حرارة مرتفعة متباينة. وأشار ماركيث إلى أن تلك الظاهرة عادة ما تكون سريعة للغاية.

وأضاف "إنها عملية تشكل غيوم سريعة وعابرة، تختفي بسرعة بالغة، لكن لها جمالها الخاص. إنها تشكيل أنبوبي، قد يثير بعض الخوف لدى من لم يشاهده من قبل، لكن لا مبرر لذلك، فهي ليست أكثر من مجرد سحابة".

أظهرت تسجيلات مصورة عدة شاركتها وكالة أسوشيتدبرس تصاعدا لفافة ضخمة من السحب قادمة من المحيط، وتقترب من الشاطئ، فيما ينظر إليها أشخاص بذهول.

تياغو بينو، أحد رواد الشاطئ في فيغيرا دا فوز، والمهتم بهذه الظاهرة النادرة، قال لوكالة أسوشيتدبرس إنه رأى السحابة قادمة واستعد للتصوير، لكن مرتادي الشاطئ حوله لم يكونوا على دراية كافية بما يحدث، فساد التوتر والذعر بينهم.

أبعد قليلا إلى الشمال، شاهد روي فرنانديز نفس شكل السحب، وشعر بعض الناس بالذعر.

أوضح ماركيث أن عدة عوامل بعينها من رياح ودرجات حرارة ورطوبة يجب أن تتوافر كي تتشكل السحابة المتدحرجة.

وأضاف قائلا: "خلال النهار وفي هذه الأيام الحارة، يكون سطح الأرض دافئا، ويكون الهواء ساخنا على السطح، ولكن مع غروب الشمس، إذا دخل هواء بارد، فإنه، نظرا لثقله وكثافته، يبدأ في الحلول محل الهواء الساخن، ويبدأ الهواء الساخن في الارتفاع.. لهذا السبب، نرى هذا التشكيل دائما قرب الماء، يتدحرج لأعلى، لا يتحرك، كما لو كان هناك جدار هواء ساخن".

وكانت هيئة الأرصاد الجوية البرتغالية أكدت الإثنين حدوث هذه الظاهرة النادرة بصورة التقطتها الأقمار الاصطناعية ومعلومات إضافية.

وأشار البيان الصادر إلى أن حدوث الظاهرة بدأ بعد ظهر الإثنين، إذ اقتربت السحابة المتدحرجة من البر الرئيسي للبرتغال من جهة الغرب، بين بينيشي وبوفوا دو فارثيم، الساعة الخامسة والسادسة مساء حسب التوقيت المحلي.