كرة قدم
في عام 1993 دخل مارسيليا التاريخ بعدما بات أول ناد فرنسي يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا "شامبيونزليغ"، وهو لا يزال الوحيد في بلاده الذي حقق هذا الإنجاز حتى الآن.
لكن بعد أسابيع قليلة من الفوز باللقب التاريخي، وقتها، واجه النادي تحقيقات صادمة بسبب اتهامات له بقيامه برشوة لاعبين من نادي فالينسيان من أجل التقاعس في الأداء خلال مباراة فريقهم ضد نادي الجنوب في الدوري الفرنسي.
وفي 1995 تم الحكم على مدرب الفريق جان بيير بيرن بالسجن لعامين، ولاعبه جان جاك إديلي لمدة عام، بجانب إيقاف لاعبين من فالينسيان لمدة 6 أشهر.
ولحسن الحظ، لم يجرد مارسيليا من لقبه الأوروبي الذي توج به أمام ميلان الإيطالي، لكن تم إرساله إلى دوري الدرجة الثانية في موسم 1994ـ1995، في فضيحة ظلت تخيم على تاريخ نادي البحارة لثلاثة عقود.
في الصيف الحالي، تعاقد الفريق مع المدرب الإيطالي المتميز روبرتو دي زيربي، وبدا أنها خطوة جديدة نحو إحياء إرث الأبطال، والعودة من جديد إلى منصات التتويج الكبيرة، من أجل محو الفضيحة والجدل الذي صاحب الفوز بذلك اللقب الكبير.
لكن يبدو أن محو التاريخ الجدلي الأسود لن يتحقق، إذ قام النادي بضم 3 صفقات جدلية هذا الصيف، بخلفيات وماض مضطرب، مما حولهم إلى لاعبين منبوذين من قبل الأندية.
والمقصود هنا، الثلاثي الإنكليزي ماسون غرينوود، والفرنسيان أدريان رابيو وإيلي واهي، فيما كان النادي قريبا من ضم الفرنسي الآخر بنجامين ميندي في يناير الماضي.
حكم على ماسون غرينوود قبل عامين بمحاولة اغتصاب صديقته المراهقة عندما كان لاعبا لمانشستر يونايتد الإنكليزي، قبل أن يحصل على البراءة في فبراير 2023، ويغادر الصيف الماضي في إعارة إلى خيتافي الإسباني.
وهذا الصيف ضمه مارسيليا الفرنسي.
ومن ضمن صفقات نادي الجنوب الفرنسي كان الفرنسي إيلي واهي، وهو الآخر صاحب ماض جدلي، إذ اتهم في 2018 بممارسة العنف ضد زملائه في المدرسة، وإجبارهم على خلع ملابسهم تحت التهديد.
وفي أكتوبر 2021، اتهمت امرأة إيلي واهي، بصفعها على أنفها في إحدى الحانات الليلية، وهو ما نفاه واهي لاعب فريق لانس الفرنسي حينها.
وفي الشهر الحالي، تعاقد مارسيليا مع أدريان رابيو، الذي كان يتواجد بدون ناد، بعد نهاية عقده هذا الصيف مع يوفنتوس الإيطالي.
ويعد رابيو من اللاعبين المثيرين للجدل، إذ رفض في 2018 الجلوس احتياطيا في منتخب بلاده ودخل في صراعات وشجار مع مدرب الديوك ديدييه ديشامب، الذي استبعده من المنتخب طوال عامين، قبل أن يعود إليه لاحقا.
وخلال فترته في باريس سان جيرمان، وبعد خسارة الأخير من مانشستر يونايتد في الأبطال، قام رابيو بالإعجاب بمنشور للاعب الفرنسي باتريك إيفرا يسخر فيه من سان جيرمان.
ومن جانب آخر، سعى مارسيليا للتعاقد مع الظهير الأيسر السابق لمانشستر سيتي الإنكليزي بنجامين ميندي، والذي كان في السجن بتهم اغتصاب في بريطانيا، قبل أن تتم تبرئته في يوليو 2023.
يعود السبب الرئيسي في عشق مارسيليا للاعبين المنبوذين، بحسب "ديلي ميل" البريطانية، إلى زهد سعرهم، لجهة تفادي الأندية التعاقد معهم.
ورغم تسجيل غرينوود 14 هدفا في الليغا مع خيتافي الموسم الماضي، وأيضا صغر سنه (22 عاما)، فإن صفقته لم تكلف مارسيليا سوى 30 مليون إسترليني فقط.
وبدوره، لم يكلف إيلي واهي خزينة نادي البحارة سوى 21 مليون إسترليني قادما من لانس.
أما رابيو، فوصل مجانا إلى مارسيليا، بعد أن ظل بدون ناد منذ يونيو الماضي.
وكلفت الصفقات الثلاث خزينة النادي 51 مليون إسترليني فقط، لكن سيتوجب على النادي تحمل كلفتها الجدلية، إذ يمكن أن يتسبب الثلاثي في إحجام الرعاة وابتعادهم عن النادي.
© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة