كرة قدم
ألقت العنصرية بظلالها من جديد على مباراة جمعت بين مجموعة من "اليوتيوبرز"، ممثلين لمنتخبي إسبانيا وفرنسا، أقيمت على ملعب سيفيتاس ميتروبوليتانو (السبت)، في بطولة Eleven All Stars، انتهت بفوز أصحاب الأرض 2-0.
كان المنتخبان ذاتهما تواجها قبل نحو عامين في فرنسا في مباراة مثيرة بالبطولة ذاتها، انتهت بفوز أصحاب الأرض 2-0 أيضا، ولم تخل من الأحداث الساخنة، حيث واجه منتخب إسبانيا ما وصف بأنه سلوك عدائي من الجماهير ولاعبي المنافس وحكم المباراة.
لذلك فإن مباراة السبت اعتبرها الإسبان فرصة للثأر مما حدث في المباراة الأولى، وكان من المتوقع أن تشهد أحداثا ساخنة، وهو ما حدث، حيث تعرض لاعبو فرنسا لإهانات عنصرية من بعض الجماهير اضطروا إثرها لمغادرة الملعب، قبل أن يعودوا ويستكملوا اللقاء.
بدأت القصة بمواجهة أولى بين المنتخبين في نوفمبر عام 2022، في ملعب جان بوين بالعاصمة باريس، نظمها اليوتيوبر الفرنسي أمين، وأدارها حكم محلي قيل إنه معين من الاتحاد الفرنسي، بجانب حكم فار إسباني من إقليم الباسك، وفقا لما نشرته صحيفة "ليكيب".
أقيمت المباراة بحضور 20 ألف متفرج، واصلوا التشجيع على مدى 90 دقيقة كاملة، مما جعل الأجواء مشتعلة للغاية، وتابعها أكثر من مليون و150 ألف متابع عبر المنصات.
التنافس الشديد المعروف بين البلدين إسبانيا وفرنسا فيما يتعلق بالسوشال ميديا والألعاب الإلكترونية، أضفى بظلاله على اللقاء، لتكتسب المباراة ما يشبه الأجواء العدائية، التي غذاها الحضور الجماهير الكبير نسبيا لمثل هذا الحدث، بجانب التدخلات الخشنة من لاعبي الفريقين خاصة أصحاب الأرض.
وكانت لعبة "حرب البكسل" الإلكترونية الشهيرة المنتشرة على نطاق واسع بدول أوروبا لها دورها في إشعال المباراة، لا سيما مع قيام جنرالات اللعبة في البلدين بالحشد لها عبر صفحاتهما، وإشعال أجواء ملتهبة بين مشجعي البلدين.
وفي النهاية أقيمت المباراة الأولى وسط كل تلك الأجواء، وشهدت رفع لافتات تهاجم الضيوف، وتعرض تيلمو ترينادو من منتخب إسبانيا للطرد، ولم تعجب كثير من قرارات الحكم لاعبي الماتادور، لتنتهي المواجهة بفوز أصحاب الأرض 2-0، ويتفق المنتخبان على إقامة مباراة إياب في إسبانيا.
أقيمت مباراة الإياب المنتظرة (السبت) على ملعب ميتروبوليتانو، في موقعة انتظرتها جماهير إسبانيا، ليس من أجل تعويض النتيجة فقط، ولكن من أجل الثأر من الأجواء العدائية التي شهدتها المباراة الأولى، ونظمها هذه المرة اليوتيوبر الإسباني دي جيه ماريو.
أدار المباراة المحلل والإعلامي الإسباني كريستوبال سوريا، الذي حاول السيطرة بكل قواه على مناوشات اللاعبين معا، ووأدها في مهدها، لكنه لم يتمكن للأسف من السيطرة على الجماهير.
تقدمت إسبانيا بهدف مبكر في الدقيقة 24، أشعل الأجواء بين الجماهير التي بدأت في توجيه بعض الهتافات ضد للاعبي فرنسا.
وفي الدقيقة 55 من المباراة توقف اللقاء لنحو 10 دقائق، بعد قيام أحد المشجعين الجالسين خلف المرمى بتوجيه إهانات عنصرية لأحد لاعبي فرنسا، وتمثيل أصوات القردة، مما جعل لاعبي الديوك يتجهون إليه ويدخلون في مناوشات معه.
بعدها قرر لاعبو منتخب فرنسا مغادرة أرض الملعب لحين اتخاذ قرار بشأن هذا المشجع، وخلال المغادرة قام بعضهم بتوجيه إشارات خارجة إلى بعض الجماهير الإسبانية، مما زاد من اشتعال الأجواء.
استدعى الأمر تدخلا سريعا من الجانب الإسباني، الذي قرر طرد المشجع خارج الملعب في التو واللحظة، واستكمال المباراة التي انتهت بفوز إسبانيا 2-0 بعد هدف ثان من ركلة جزاء في الدقيق 90+9.
وأكد دي جيه ماريو قائد الماتادور والذي سجل الهدف الثاني أن ما حدث من ذلك المشجع لم ينجح في إفساد الجهود التي تم بذلها لإقامة مثل تلك الفعالية، آملا ألا يتكرر مثل هذا الفعل مجددا، وضرورة أن يعي الجميع أن هذه الأحداث لم يعد لها مكان في العالم الحديث.
© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة