كرة قدم

أرني سلوت.. من مدرب مغمور إلى مهدد إرث كلوب

نشر
blinx

لم يكن أكثر المتفائلين من جماهير ليفربول الإنكليزي يتوقع أن تكون انطلاقة المدرب الهولندي المغمور أرني سلوت بهذه الطريقة مع الريدز، إذ وضع بصمته مبكرا مع الفريق ليحوله إلى ماكينة انتصارات في المحافل الداخلية والخارجية.

وكانت الشكوك قد سيطرت على جماهير ليفربول، بعد تعيين سلوت مدربا للفريق خلفا لأسطورته التدريبية الألماني يورغن كلوب، الذي رحل عن الفريق بنهاية الموسم الماضي بعد 9 سنوات حافلة بالنجاحات والألقاب.

وبدا الجميع مشفقا على سلوت من إرث كلوب "الثقيل"، لكن المدرب الهولندي قلب كل التوقعات، ليتحول في غضون أسابيع قليلة إلى نغمة في شفاه الجماهير، قبل أن ينسيها تماما كلوب وحقبته المميزة.

ودخل سلوت تاريخ البريميرليغ، بعدما بات الأسبوع الماضي أسرع مدرب يصل لـ 10 انتصارات في بداية مسيرته في البطولة، إذ احتاج لـ 12 مباراة فقط ليحقق ذلك، لينضم إلى الإيطالي كارلو أنشيلوتي ومواطنه الهولندي غوس هيدينك.

ويتصدر "ليفربول سلوت" دوري أبطال أوروبا بالعلامة الكاملة (15 نقطة من 5 مباريات)، وهو الوحيد الذي فعل ذلك هذا الموسم، كما يتصدر الدوري الإنكليزي برصيد 31 نقطة وبفارق 6 نقاط عن أقرب مطارديه أرسنال الثاني.

وبإمكان ليفربول توسيع الفارق مع أرسنال إلى 9 نقاط كاملة، حال فاز، الأحد، على مانشستر سيتي في قمة الجولة 13 من البريميرليغ.

كيف وصل سلوت لتدريب ليفربول؟

قبل أن يُطرح اسمه لتدريب ليفربول، كان آرني سلوت مدربا مغمورا لا تتعدى شهرته نطاق هولندا فقط، وذلك بفضل قيادته فينورد لتحقيق إنجازات تاريخية، أبرزها الدوري الهولندي، وكأس هولندا، والوصول إلى نهائي دوري المؤتمر الأوروبي عام 2022.

وبعد تعيينه رسميا مدربا للريدز، قوبل الاختيار ببعض الشكوك، خصوصا من قبل جماهير الفريق التي كانت تطالب بالإسباني تشابي ألونسو، كما خيمت الشكوك أيضا على أساطير النادي مثل جيمي كاراغر، وروبي فاولر.

وبعيدا عن انطباعات الجماهير وأساطير ليفربول حيال سلوت، بدا النادي واثقا في اختياره، بسبب اعتماده على نهج مؤسسي في اتخاذ القرار.

وبخلاف أندية إنكليزية كبيرة، يتميز ليفربول بنظام إداري يضم مديرين رياضيين، وطاقما من محللي الأداء، يساعدون المدرب في التركيز على الجوانب الفنية.

ومع إعلان كلوب المبكر رحيله عن منصبه، استغل النادي الوقت لإعادة هيكلة الإدارة، إذ تم تصعيد مايكل إدواردز، العقل المدبر لنجاحات 2019 و2020، رئيسا تنفيذيا للنادي، قبل أن يعين النادي ريتشارد هيوز مديرا رياضيا، وهو الذي قاد عملية اختيار سلوت بمساعدة من محللي البيانات.

اختيار مبني على البيانات

اعتمد اختيار سلوت على تحليل شامل للبيانات من أجل تحديد المدرب الأنسب لفلسفة ليفربول.

وأشرف على هذه العملية مدير قسم الأبحاث في النادي ويليام سبيرمان، الذي صمم مؤشرات أداء تتضمن أسلوب لعبه المعتمد على الضغط العالي، والقدرة على تطوير اللاعبين، والانسجام مع توقعات الجماهير.

تغييرات تكتيكية تقود النجاح

رغم التعاقد مع لاعب وحيد، فيديريكو كييزا، في ميركاتو الصيف، فإن التغيير الأهم تمثل في دور ريان غرافنبيرخ في خط الوسط، وذلك بإعادة تمركزه أمام الدفاع بجانب أليكسيس ماك أليستر.

ومنح سلوت خط الوسط دورا أكبر في بناء اللعب، مما أتاح حرية أكبر للمهاجمين، خاصة محمد صلاح، الذي يقدم موسما استثنائيا بـ10 أهداف، و6 تمريرات حاسمة في الدوري.

وصرّح سلوت في وقت سابق: "عندما تصل إلى فريق جديد، تسعى لجعل الفريق يلعب بأسلوبك بأسرع وقت ممكن.. ليفربول اختارني لأجل أسلوب وطريقة لعبي، وليس فقط لأني فزت بالدوري الهولندي".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة