كرة قدم
شهد الموسم الحالي 2024-2025 تراجعا ملحوظا على مستوى عدد من الأندية الأوروبية الكبرى، يأتي في مقدمتها العملاقان ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي، رغم توفّر كل منهما على عناصر ربما هي الأفضل على مستوى العالم.
وبينما توقع الكثيرون أن يتطور مستوى ريال مدريد بعد التعاقد مع النجم الفرنسي كيليان مبابي في صيف 2024، خيّب الأخير الظنون ولم يقدم الأداء المعهود مع بطل إسبانيا وأوروبا التاريخي.
في المقابل، عانى مانشستر سيتي بطل إنكلترا خلال آخر 4 سنوات، من تراجع واضح مع المدرب الإسباني المخضرم بيب غوارديولا، رغم أنه لم يُفرط في أي من عناصره الأساسية خلال صيف 2024.
لكن لماذا تراجع مستوى الكبار؟.. وهل الوقت مبكر للحديث عن فشل موسم كل منهم؟.. وكيف ينتفض اللاعبون ردا على الانتقادات؟
في ريال مدريد، عانى الفريق من غياب الانسجام بدرجة كبيرة بين صفوفه منذ التعاقد مع كيليان مبابي الذي تغيّر مركزه بسبب وجود زميله البرازيلي فينيسيوس جونيور، بدرجة أثرت على المعدل التهديفي لكلا اللاعبين رغم أنهما الأكثر تسجيلا حتى الآن.
كما أثّر وجود مبابي على مردود الإنكليزي جود بيلينغهام الذي تراجع مركزه إلى الخلف داخل الملعب، ولم يعد قادرا على هز شباك الخصوم أو حتى صناعة الأهداف بالقدر ذاته الذي قدمه خلال الموسم الماضي.
التراجع الفني في مستوى عدد من اللاعبين لم يكن وحده السبب في انهيار ريال مدريد مع مدربه الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، الذي عانى كثيرا من شبح الإصابات التي ضربت صفوف الفريق على نطاق واسع وفي أكثر من مركز، خاصة خط الدفاع.
ويعاني ريال مدريد من غيابات عدة، أبرزها الثلاثي البرازيلي المكون من فينيسيوس جونيور ورودريغو غوس وإيدير ميليتاو، بجانب النمساوي ديفيد ألابا، والمدافع الإسباني المخضرم داني كارفاخال.
وبناء على تلك الإصابات خاصة في الدفاع، سيتعيّن على ريال مدريد التحرك في سوق الانتقالات الشتوية لتدعيم الخط الخلفي بلاعب واحد على الأقل، رغم أن "الملكي" لا يفضل فكرة ضم لاعبين جدد في يناير من كل عام ويفضل الانتظار حتى الصيف.
وفي مانشستر سيتي لم يكن الوضع مختلفا على مستوى الإصابات، التي ضربت أبرز عناصر الفريق وأثرت بالسلب على مستوى باقي اللاعبين، وخسر بيب غوارديولا جهود اثنين من أفضل لاعبيه هما الإسباني رودري صاحب الدور الكبير في نجاحات الفريق، والبلجيكي المخضرم كيفين دي بروين "مهندس" هجمات بطل إنكلترا.
غياب رودري أثر كثيرا على الحالة الدفاعية لفريق مانشستر سيتي، الذي بات من السهل اختراقه وهز شباك مرماه، بينما لم يكن الأمر كذلك في وجود لاعب أتلتيكو مدريد الإسباني السابق.
في المقابل، فقد مهاجم وهداف الفريق النرويجي إيرلينغ هالاند، صانع لعب بحجم وقيمة كيفين دي بروين الذي مهّد أمامه الطريق في العديد من المباريات الصعبة ليهز شباك الخصوم.
يُعاب على غوارديولا أيضا التخلي عن خدمات المهاجم الأرجنتيني جوليان ألفاريز، الذي كان يُمثل ورقة رابحة في تشكيلة الفريق على مقاعد البدلاء، ويساعد مان سيتي على قلب الطاولة أمام منافسيه وتحويل التأخر إلى فوز، لكنه بدلا من الإبقاء عليه سمح له بالرحيل إلى أتلتيكو مدريد.
ويبقى العامل المشترك في تراجع نتائج ومستويات مانشستر سيتي وريال مدريد، هو غياب الثقة بين اللاعبين تحديدا داخل أرضية الملعب، وهو ما انعكس في حالة "السماوي" تحديدا عندما فرّط الفريق وبكل سهولة في التقدم 3-0 على فينورد الهولندي وسقط في فخ التعادل على ملعبه وبين جماهيره 3-3 في غضون ربع ساعة فقط.
رغم حالة التراجع الواضح في أداء ونتائج الفريقين، مقابل طفرة هائلة في مستوى المنافسين مثل ليفربول في إنكلترا وبرشلونة في إسبانيا، فإن الكثيرين يراهنون على قدرة السيتي وريال مدريد على العودة مرة أخرى.
"شخصية البطل" ميّزت ريال مدريد على مدار تاريخه، وعانى الفريق من سقطات صعبة وسط الموسم، لكنه كثيرا ما كان يعود ويرد بقوة ويرتقي إلى منصات التتويج المحلية والقارية في مايو ويونيو من كل عام ميلادي.
الميزة نفسها أيضا تسري في عروق بيب غوارديولا، الذي أكد تاريخه في غير مرة قدرته على العودة من بعيد خاصة في بطولة الدوري المحلي، التي نادرا ما كان يخسرها سواء مع برشلونة أو بايرن ميونخ الألماني ثم مانشستر سيتي.
وربما يتعيّن على غوارديولا وأنشيلوتي التحرك لتدعيم بعض المراكز في شتاء 2025، وهو أمر لن يكون عسيرا عليهما في ظل القدرات المالية الكبيرة لبطلي إنكلترا وإسبانيا.
مع ختام منافسات الجولة الخامسة من مرحلة الدوري لبطولة دوري أبطال أوروبا، احتل مانشستر سيتي المركز الـ17 برصيد 8 نقاط، بينما جاء حامل اللقب ريال مدريد في المركز 24 بإجمالي 6 نقاط فقط.
لكن المباريات المتبقية أمام بطل إنكلترا تبدو أكثر صعوبة، حيث يخرج في الجولتين المقبلتين ليلاقي يوفنتوس الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي خارج ملعبه، قبل أن يستضيف كلوب بروج البلجيكي في المباراة الأخيرة.
في المقابل، يحل ريال مدريد ضيفا على أتالانتا الإيطالي في الجولة المقبلة، قبل أن يستضيف ريد بول سالزبورغ النمساوي ثم يحل ضيفا على استاد بريست الفرنسي.
وسيتعيّن على كل فريق أن يجمع أكبر عدد من النقاط إذا ما أراد اللحاق بركب المتأهلين إلى الدور الإقصائي على أقل تقدير، حال فشلا في بلوغ ثمن النهائي بشكل مباشر، وهو أمر يبدو صعبا نظريا على كل منهما.
وفي بطولة الدوري المحلي، تبدو مهمة مانشستر سيتي أكثر صعوبة من ريال مدريد، في ظل ابتعاد ليفربول بصدارة جدول ترتيب البريميرليغ بفارق 8 نقاط كاملة عن حامل اللقب، حيث يقدم "الريدز" مستويات قوية مع المدرب الهولندي أرني سلوت.
وفي إسبانيا، استفاد ريال مدريد كثيرا من تراجع نتائج برشلونة مؤخرا على المستوى المحلي، وبلغ الفارق بينهما 4 نقاط فقط، مع تبقي مباراة مؤجلة لصالح "الملكي" أمام فالنسيا.
© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة