غياب "Super Saturday" يربك جماهير البريميرليغ
تعيش جماهير الكرة الإنكليزية، وخصوصا عشاق "البريميرليغ"، السبت، لحظة استثنائية، بسبب عدم جدولة أي مباراة في البطولات الـ4 الكبرى، وهو أمر لم تعتده تلك الجماهير.
ووفقا لشبكة "أوبتا" للإحصاء، فإن هذا (السبت) هو الأول في هذا التوقيت من الموسم (فترة أعياد الميلاد) الذي لن يلعب فيه أي فريق مباراة في الدوريات الإنكليزية الـ4، وذلك منذ شتاء ديسمبر 2022، الذي صادف كأس العالم في قطر.
وكانت الدوريات الإنكليزية، وعلى رأسها البريميرليغ، تكثف جدول مبارياتها خلال فترة أعياد الميلاد، بداية من جولة البوكسينغ داي في الـ 26 من ديسمبر.
وظلت الفرق تلعب مباراة كل 3 أيام تقريبا، وهي الفترة التي كانت تشكل ملامح بطل البريميرليغ إلى حد كبير.
لكن هذا الموسم، غُيّرت برمجة الدوري، إذ لعبت الجولة الـ18 خلال يومي 26 و27، لتغيب المباريات، السبت 28، قبل أن تعود، الأحد، بالجولة الأخيرة في عام 2024.
هل تسببت "الرفاهية" في تراجع الشغف الإنكليزي؟
ترتبط جولة البوكسينغ داي في البريميرليغ بتاريخ هذه المناسبة.
ووفقا لموقع الدوري الإنكليزي الممتاز، فإنه ومنذ إعلان (يوم الصناديق "البوكسينغ داي") في إنكلترا وويلز في 1871، الذي منح العمال عطلة يومي 26 و27 ديسمبر، ظلت هنالك حالة من الفراغ لدى الجميع.
وبميلاد الدوري الإنكليزي عام 1888، باتت المباريات وسيلة مهمة للترفيه عن الجماهير، وأيضا من أجل زيادة شعبية كرة القدم، إذ تم البدء في برمجة مباريات طوال أيام العطلة وحتى بداية العام الجديد.
وبحسب مارتن جونز مؤلف كتاب "البريطانيون وأعياد الميلاد"، فإن العطلة كانت بمنزلة معضلة للطبقة العاملة، إذ تتسبب في تكدسهم داخل المنازل البسيطة، التي لا يوجد فيها أي مقومات راحة، ليبدو النزول إلى الشارع من أجل المباريات أفضل وسيلة للتخلص من تلك المشكلة.
والآن في ظل الرفاهية، والحرص على البقاء في المنازل بدا أن ذلك قد دفع بالتغييرات الأخيرة في جولة البوكسينغ داي.
لكن، بشكل عام قد تبدو مسألة (إلهاء) العمال بالمباريات، مجرد جزء فقط من الأسباب، بحسب موقع الدوري الإنكليزي، إذ ظل الجميع من لاعبين ومدربين يشتكون، أخيرا، من عدم الحصول على راحة مثل بقية الدوريات الأوروبية.
وفي 2018، رأى النجم الويلزي غاريث بيل أن أحد أسباب تراجع الفرق الإنكليزية في دوري أبطال أوروبا، هو عدم حصولها على عطلة في الشتاء.
وهذا العام، قللت الرابطة عدد المباريات في فترة أعياد الميلاد، لكنها لم تمنح الفرق إجازة كاملة، من أجل تعويضها في الصيف.
"فشل الطليان" يضغط البريميرليغ
حتى قبل 7 أعوام، كان الدوري الإنكليزي الممتاز "البريميرليغ" هو الوحيد بين الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، الذي تدور عجلته خلال عطلة أعياد الميلاد.
وفي 2017، سعى الاتحاد الإيطالي لكرة القدم لمجاراة الكرة الإنكليزية، بتجربة اللعب في أعياد الميلاد، إذ لعبت مباراة في ربع نهائي كأس إيطاليا يوم 26 ديسمبر بموسم 2017ـ2018 بين لاتسيو وفيورنتينا، وفي موسم 2018ـ2019 لعبت 3 مباريات في الكالتشيو في ذات اليوم، أبرزها قمة إنتر ميلان ونابولي.
لكن الأمر توقف عند ذلك الحد، إذ عادت الجدولة في 2019ـ2020، إلى المعتاد، مع لعب جولة في نهاية ديسمبر، بعد أسبوع راحة.
وأرجعت بعض التقارير ذلك إلى إرهاق اللاعبين، وثبوت فشل التجربة، وهو أمر يدعم في وجهه الآخر شكاوى المدربين في البريميرليغ، وربما يتسبب في تغيرات أكبر بخصوص البوكسينغ داي مستقبلا.