طرد بطل آسيا مرتين من الدوري الصيني
عمق الاتحاد الصيني لكرة القدم الأزمات التي يعيشها نادي غوانغجو العملاق في السنوات الأخيرة بقرار جديد، حرمه من خلاله من المشاركة في دوري المحترفين لعام 2025، عبر استبعاده تماما من القائمة التي تضم 49 فريقًا مدرجة في الدوريات الاحترافية الصينية.
وكان غوانغجو، المعروف سابقًا باسم غوانغجو إيفرغراند، فاز بـ7 ألقاب متتالية في الدوري الصيني للمحترفين من عام 2011 إلى عام 2017 ليصبح الأكثر تتويجا باللقب (حصد لقبا ثامنا في 2019)، وفاز كذلك بلقبين في دوري أبطال آسيا عامي 2013 و2015.
لكن النادي الذي كان ذات يوم القوة المهيمنة في البلاد، وحامل لواء عقد من الإنفاق الضخم في الكرة الصينية، هبط إلى الدرجة الثانية في عام 2022، بعد أن واجه مالك الأغلبية فيه، شركة التطوير العقاري إيفرغراند ريال ستيت، صعوبات مالية بسبب انهيار سوق العقارات في البلاد.
كشف غوانغجو، في بيان له، أنه تم منعه من المشاركة في دوري المحترفين لعام 2025 بسبب "ديون تاريخية ثقيلة"، موضحا: "حاول النادي عبر وسائل مختلفة الوصول إلى دوري المحترفين، لكن بسبب عبء الديون التاريخي الثقيل، لم تكن الأموال التي جمعناها كافية لمحوه".
وأضاف: "نأسف لعدم تمكننا من تحقيق ذلك، ومن ثم نقدم اعتذارنا الصادق للجماهير ولكل من يدعم النادي.. في الوقت نفسه، نشكركم على تفهمكم وتسامحكم.. لن نغير نيتنا الأصلية وسنبذل قصارى جهدنا للتعامل مع العواقب ودعم تطوير الكرة الصينية".
انطلاقة تاريخية.. وإنفاق كارثي
ضخت شركة إيفرغراند ملايين الدولارات في النادي الذي اشترته عام 2010 لشراء اللاعبين، بينها دفع 46 مليون دولار (وهو رقم قياسي لفريق آسيوي) لشراء المهاجم الكولومبي جاكسون مارتينيز من أتلتيكو مدريد الإسباني في 2016).
واستثمرت الشركة بكثافة ودفعت مبالغ طائلة وأجورا مرتفعة لجذب أبرز لاعبي البلاد والمواهب الأجنبية المميزة، لتثير هذه الخطوة طفرة كبيرة في الدوري الصيني الممتاز، وتسعى الشركات الخاصة لتحقيق حلم الرئيس تشي جين بينغ بتحويل البلاد إلى قوة إقليمية بهدف التأهل لكأس العالم واستضافتها والفوز بها في نهاية المطاف.
وكدليل على طموح النادي، تعاقد النادي مع المدرب الإيطالي المخضرم مارشيلو ليبي عام 2012، ليقوده للفوز بلقب دوري أبطال آسيا 2013، وبعد عامين، كرر البرازيلي المخضرم لويز فيليبي سكولاري الإنجاز، بينما استمرت الهيمنة المحلية بالفوز بـ8 ألقاب للدوري الصيني الممتاز في 9 مواسم من 2011 إلى 2019.
ومع ذلك، أدت المشاكل المالية التي عانت منها تشاينا إيفرغراند إلى سحب التمويل من النادي عام 2021، وبعد رحيل اللاعبين البارزين والجهاز الفني، هبط الفريق للدرجة الثانية في نهاية الموسم التالي.
وكان عام 2020 شهد بدء النادي في بناء ملعب جديد بقيمة 1.86 مليار دولار كان من المفترض أن يستوعب ما لا يقل عن 80 ألف متفرج، لكن تم إلغاء المشروع في 2022، بعد أن تراكمت على المجموعة ديون بقيمة 300 مليار دولار، ليدخل الاتحاد الصيني للعبة قواعد صارمة بعدها تحد من تعويضات الانتقالات ورواتب اللاعبين.