ديربي ميرسيسايد.. عداء عمره 132 عاما بسبب "ملعب"
يحظى ديربي ميرسيسايد بين الجارين ليفربول وإيفرتون، بشعبية جارفة في إنكلترا وخارجها، بالنظر للعداء الكبير بين الناديين والممتد منذ تأسيس "الريدز" قبل نحو 132 عاما كاملا من الآن، والذي نشب بسبب ملعب أنفيلد التاريخي.
ويحتضن استاد غوديسون بارك، معقل نادي ايفرتون منذ عام 1892، ديربي ميرسيسايد للمرة الأخيرة في تاريخه، يوم الأربعاء، حيث يتطلع المضيف إلى عرقلة مساعي الجار نحو لقب الدوري الإنكليزي الممتاز.
وينتقل إيفرتون إلى ملعبه الجديد المتطور والذي يتسع لـ53 ألف مشجع في "بارملي مور دوك" بمدينة ليفربول الموسم المقبل، بعد أن يطوي صفحة مكوثه الطويل في أقدم ملعب للكرة الإنكليزية على هذا المستوى.
كيف نشب عداء ليفربول وإيفرتون؟
وسبق لنادي إيفرتون، الذي تأسس في عام 1878، أن اتخذ من ملعب أنفيلد موطنا له قبل أن يحصل خلاف حول قيمة الإيجار بين مالك الأرض وقتها جون هولدينغ، ومجلس إدارة النادي الأزرق.
وعوضا عن تلبية طلبات هولدينغ المادية، انتقل إيفرتون إلى أرض جديدة على بعد أكثر بقليل من كيلومتر واحد فقط، من ملعب ستانلي بارك.
وفي ظل توفر ملعب خاص به لكن من دون فريق، عمد هولدينغ وهو رجل أعمال محلي وسياسي إلى تأسيس فريقه الخاص، ليُنشئ نادي ليفربول ويبدأ من وقتها وحتى وقتنا هذا، العداء التاريخي بين الجارين.
كان ملعب غوديسون بارك نجم تلك المرحلة بامتياز، واستضاف نهائي كأس إنكلترا مرتين في عامي 1894 و1910، وسمح لإيفرتون بأن يصبح أغنى ناد في إنكلترا وقتها بفضل قدرته الاستيعابية الكبيرة.
إيفرتون يودّع ملعبه التاريخي
كتبت مجلة "ذي أوت أوف دورز" خلال شهر أكتوبر 1892 "انظروا إلى ملعب غوديسون بارك، لا توجد صورة واحدة قادرة على التقاط المشهد بأكمله الذي يقدمه الملعب، فهو كبير بشكل رائع".
وشهد الملعب سلسلة من عمليات التطوير التي أبقته في طليعة الملاعب الرائدة في إنكلترا لأكثر من قرن كامل من الزمن، حيث كان أكثرها استضافة للمباريات بعد ويمبلي خلال بطولة كأس العالم 1966 التي فاز بلقبها منتخب الإنكليز "الأسود الثلاثة".
وحلّت الفترة الذهبية لإيفرتون في عقد الثمانينيات حيث فاز بلقب الدوري مرتين، وكأس إنكلترا وكأس الكؤوس الأوروبية بين العامين 1984 و1987.
ويبقى إيفرتون خامس فريق من حيث عدد ألقاب الدوري المحلي، خلف مانشستر يونايتد، ليفربول، أرسنال ومانشستر سيتي، ومتفوقا على تشيلسي.
لكن التتويج الأخير بالدوري المحلي جاء قبل 38 عاما كاملا، فيما لم يحرز إيفرتون أي لقب منذ كأس إنكلترا 1995.