الهلال حديث العالم.. كيف تجاوز خيبة أمل نيمار؟
لم يفوّت المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، أي فرصة دون أن يشيد بلاعبي فريقه الجديد الهلال السعودي بعد كل مباراة في كأس العالم للأندية، خاصة بعد الفوز الملحمي على مانشستر سيتي الإنكليزي 4-3 في ثمن النهائي بعد تقديم مستويات بطولية.
تُعد مجموعة إنزاغي التي لم يطرأ عليها أي تغيير منذ استقدامه قبل أقل من شهر، حديثة العهد في الهلال الذي صرف مئات ملايين الدولارات خلال العامين الماضيين، لكن بطريقة مدروسة، ولو أن غصّة صفقة البرازيلي نيمار دا سيلفا لا تزال حاضرة في الذاكرة.
وفي عام 2023، نُقلت ملكية 4 أندية كبرى إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي: الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، لتدخل مرحلة جديدة من الدعم المالي غير المسبوق.
غصة صفقة نيمار في الدوري السعودي
تجاوزت القيمة الإجمالية لصفقات الأندية الأربعة حاجز المليار دولار خلال عامين، وكانت صفقة انتقال نيمار إلى الهلال من أبرز هذه الصفقات وأكثرها كلفة.
لكن الصفقة التي وُضعت في مصاف انتقال البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى النصر والفرنسي كريم بنزيما إلى الاتحاد، انتهت بفشل ذريع، بعدما شارك نيمار في 7 مباريات فقط مع الهلال بسبب الإصابة.
وانضم نيمار الهداف التاريخي لمنتخب البرازيل إلى صفوف الهلال في أغسطس 2023 قادما من باريس سان جيرمان الفرنسي، في صفقة لموسمين قُدّرت بنحو 100 مليون يورو وراتب سنوي بالمبلغ عينه.
وترك اللاعب البرازيلي الهلال بالتراضي ليعود إلى ناديه الأم سانتوس، حيث يعاني هناك أيضا بسبب الإصابات على الرغم من تمديد النادي عقده حتى نهاية العام.
إلا أن فشل صفقة نيمار لم تُفشل موسم الهلال الأول، إذ توّج الفريق بلقبي الدوري والكأس 2023-2024، قبل خروجه خاليّ الوفاض من الموسم الذي تلاه.
وتعاقد الهلال في موسم نيمار الأول مع البرتغالي روبن نيفيز (26 عاما في حينه) والصربي ألكسندر ميتروفيتش (28) ومواطنه ميلينكوفيتش-سافيتش (28)، إضافة إلى الثلاثي البرازيلي رينان لودي (25) ومالكوم (26) وماتيوس بيريرا (27).
وحدهما المدافع السنغالي كاليدو كوليبالي (32) والحارس المغربي ياسين بونو (32) كانا أكبر من 28 عاما.
وعزّز النادي صفوفه في الموسم التالي مرتكزا على تعاقدات مع لاعبين شباب، فاستقدم البرازيليين ماركوس ليوناردو (21) وكايو سيزار (20)، كما ضمّ معهما البرتغالي جواو كانسيلو (30).
الكرة العربية في تطور مستمر
عقب الفوز الملحمي على مانشستر سيتي 4-3 بعد التمديد، كان الحديث الأبرز يدور حول اللياقة البدنية العالية التي أظهرها لاعبو الهلال، بعد صمودهم طيلة 120 دقيقة أمام أحد أقوى الفرق الأوروبية.
ولعبت أعمار اللاعبين دورا جوهريا في تحركاتهم داخل أرضية الملعب، وهو ما تجلى في أداء كايو سيزار بعد دخوله بديلا، وماركوس ليوناردو الذي شارك أساسيا، إلى جانب ثنائي الوسط روبن نيفيش وميلينكوفيتش-سافيتش اللذين يتمتعان بخبرة كبيرة.
وفي المؤتمرات الصحافية، لم يخفِ المدرب إنزاغي إعجابه بإدارة الهلال والتنظيم داخل النادي، وقال بعد التعادل مع ريال مدريد الإسباني 1-1 في الجولة الأولى من دور المجموعات "لقد وجدت ناديا رائعا، يلبّي كل ما أطلبه من الناحية التنظيمية والفنية. التنظيم ممتاز، وكرة القدم العربية في تطور مستمر".
وعبّر مدرب إنتر الإيطالي السابق عن رضاه بلاعبيه بعد كل مباراة، سواء المحليين أو الأجانب.
وقال بعد التعادل مع رد بول سالزبورغ النمساوي "ليس بوسعي سوى أن أقول: شكرا على هذا الأداء الجيد"، بينما صرّح بعد الفوز على سيتي "نحن نعمل منذ أسابيع وهم متلزمون وأنا كمدرب راض عن أدائهم".
وأضاف "يستحقون هذا الفوز، قاتلوا على كل كرة حتى الرمق الأخير. إنها فرحة للهلال والسعودية والجمهور".
ستتجه الأنظار بعد مونديال الأندية إلى سوق الانتقالات الصيفية المقبلة، حيث ارتبط اسم الهلال بعدد من النجوم، من بينهم الأوروغوياني داروين نونيز مهاجم ليفربول الإنكليزي، والنيجيري فيكتور أوسيمين من نابولي الإيطالي.
وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي للنادي، الإسباني إستيف كالسادا في مقابلة مع "بي بي سي" قبل انطلاق مونديال الأندية "سندخل سوق الانتقالات التقليدي بعد المسابقة، ونحن نمتلك طموحات كبيرة لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا تعزيز الفريق بشكل أكبر، مع إدراكنا أن التشكيلة الحالية قوية وتنافسية للغاية".
وأشار كالسادا إلى أن النادي لم يبرم صفقات كبرى قبل البطولة، بسبب قِصر فترة الانتقالات الاستثنائية التي فتحها الاتحاد الدولي، موضحا أن الهلال لا يرغب في اتخاذ قرارات قصيرة الأجل فقط لخدمة المسابقة، ثم يجد نفسه ملتزما بها لسنوات مقبلة.