"كازينو البريميرليغ".. كيف تُسوق الأندية للمراهنات والقمار؟
تحول الدوري الإنكليزي الممتاز إلى ما يشبه "كازينو للمقامرات"، إذ تعلن بعض الأندية عبر قمصانها عن شركات المقامرات، وتبرم تحالفات بالتعاون معها، مما يُشجع الكثير من الجماهير على التعامل مع هذا النوع من الشركات.
وشهدت الفترة الماضية في البريميرليغ قيام الكثير من الأندية بالإعلان عبر قمصانها عن شركات القمار، مثل فولهام وكريستال بالاس وليستر سيتي، الأمر الذي استدعى مناقشات داخل رابطة الدوري الإنكليزي الممتاز.
يحمل 11 من أصل 20 ناديا في الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم أسماء لشركات المراهنات والمقامرات على قمصان اللاعبين، في سابقة لم تحدث منذ عام 1992، بأن يُسيطر قطاع واحد على الإعلانات في البريميرليغ بهذا الشكل، بحسب تقرير نشره "
بلومبرغ".
وأشار التقرير إلى أن شركات المقامرات والمراهنات باتت تهيمن على الإعلانات في الدوري الإنكليزي الممتاز، وتغطي الآن أكثر من نصف أندية الدوري الإنكليزي.
وتزامنا مع صعود شركات المقامرات في البريميرليغ، ظهرت دعوات مضادة تطالب بوقف هذا الزحف الإعلاني والانتشار الكبير، لحماية أولئك الذين يعانون من إدمان المراهنات ليتم الاتفاق بعد مناقشات موسعة لرابطة الأندية الإنكليزية المحترفة إلى منع الأندية من الإعلان عبر صدر القميص عن شركات المراهنات والمقامرات، لكن ستظل الإعلانات متاحة عبر أكمام القمصان.
وكانت رابطة الدوري الإنكليزي قد وافقت في أبريل 2023 على إزالة إعلانات لشركات القمار والمراهنات الراعية من على قمصان الأندية بداية من نهاية موسم 2025-2026.
وقالت وكالة الأنباء البريطانية "بي إي ميديا" إن المشاورات المكثفة بين الأندية العشرين المشاركة في البريميرليغ مع الرابطة ووزارات الثقافة والإعلام والرياضة في المملكة المتحدة، أدت إلى قرار حجب الإعلانات من صدر قمصان الفرق، بهدف "تقليل إعلانات القمار"، لتصبح بطولة البريميرليغ الأولى في إنكلترا التي تتوصل إلى ذلك القرار.
ترى الأستاذة المساعدة في المحاسبة والتمويل الرياضي في جامعة بورتسموث، أن الأندية تلجأ إلى التعاقدات مع شركات المراهنات والقمار "لأنها تمتلك الكثير من المال"، وأشارت إلى أن الشركات تعتمد على كرة القدم في الأساس لتحقيق الأرباح.
وتشير التقارير إلى أن شركات المقامرة التي تعرض إعلاناتها في البريميرليغ تكون مسجلة في شرق آسيا أو في بعض المناطق التي تشجع المراهنات والقمار مثل جزيرة مان وجبل طارق وغيرها.
في التسعينات كانت شركات التكنولوجيا العملاقة تسيطر على قمصان البريميرليغ، خاصة شركات الكمبيوتر العملاقة، لكنها تلاشت تدريجيا قبل أن يسحب عالم المقامرات والمراهنات البساط من تحتها.
وبين عامي 1992 و2000، نجحت شركات التكنولوجيا والكمبيوتر وشركات الاتصالات المرتبطة بها في الحصول على رعاية 18 من أصل 20 ناديا في البريميرليغ، وقد تعود هذه الشركات كبديل لشركات المقامرات بداية من الموسم المقبل.
لكن الخبراء يرون أنه من المبكر للغاية الجزم بذلك، لأن العديد من الأندية ستعمل على الحصول على أموال ضخمة تعوض خسارة فقدان رعاية شركات المقامرات والمراهنات، مما قد يمنح الفرصة لشركات العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي لتكون البديل الأمثل.