الصين "تتجسس" على بريطانيا بـ"مترجم وصديق"

على بعد مقعدين، جلس الصيني تشن شيرونغ مترجم بريطانيا لزيارات الدولة إلى جانب الرئيس الصيني شي جين بينغ في مدينة مانشستر قبل نحو عقد حينما كان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون رئيسا للوزراء.

لكن شيرونغ الذي كان أيضا معلقا على الشؤون الصينية أيضا لخدمة بي بي سي، لم تكن هذه مهمته الوحيدة، فتتهمه مؤسسة "الشفافية البريطانية- الصينية" بتشغيل موقع يعمل كجزء من شبكة "دعاية" تابعة للصين، بحسب التقرير حديث نقلت عنه صحيفة تلغراف.

ويشير التقرير إلى أن تشن كان مدرجا أيضا "محرر استشاري" في إصدارات "China Report"، التابع لشينخوا، وأن الموقع مدرج في قسم "التسويق/الإعلانات/الاشتراكات".

الموقع الذي يحمل اسم "Foremost4Media" ، ولم يعد يعمل، وضع ضمن قائمة لدى شركة مايكروسوفت يقول عنها عملاق البرمجيات إنها جزء من "شبكة خفية من مواقع الأخبار التي تدعم الحزب الشيوعي الصيني" في 2023، ليكون بين ٥٠ موقعا تشترك في نفس عناوين بروتوكولات الإنترنت (IP)، وأكواد HTML.

تشن اعترف للتلغراف أنه تواصل بالفعل سابقا مع مكتب الشؤون الصينية في الخارج، الذراع السابق للصين للتأثير على المغتربين، قبل أن يندمج مع الجبهة المتحدة الهادفة لزيادة تأثير بكين عالميا عام ٢٠١٨.

لكن تشن أكد في الوقت نفسه أنه لم يعد يتواصل مع هذه الجهة منذ هيكلتها، ليقول إن "المملكة المتحدة بيتي الثاني" إذ أنه أتى إليها عام 1990 لدراسة الوسائط المتعددة في التعليم قبل أن يعمل في بي بي سي وفي الترجمة لدى الخارجية.

بعد إبعاده من المشهد العام بسبب علاقته بالخبير المالي الأميركي جيفري إبستين الذي يشتبه في ارتكابه جرائم جنسية والذي انتحر في السجن عام 2019، عاد الأمير أندرو دوق يورك، شقيق الملك تشارلز، للمشهد لكن هذه المرة لعلاقته بصيني يشار إليه باسم "H6" بعد أن صادقت المحكمة بمنعه من دخول البلاد، بحسب فرانس برس.

علاقة أندرو وH6 غير معروفة بدايتها، لكن بعض تفاصيلها كشفت عنها بي بي سي التي تشير إلى أن الصيني دعي لحضور حفل عيد ميلاد الأمير أندرو في 2020، وأُبلغ أنه يمكنه التصرف نيابة عنه عند التعامل مع مستثمرين محتملين في الصين.

في العام التالي، أوقفه ضباط الشرطة H6 وحققوا معه في إطار سلطاتهم للتحقيق في "الأنشطة العدائية" التي قد تشارك فيها دولة أجنبية، ليسلمهم مجموعة من الأجهزة الإلكترونية بما في ذلك هاتفًا محمولا يحوي رسائل كانت إحداها من دومينيك هامبشاير، مستشار الأمير أندرو يقول فيها للصيني"أنت تجلس في أعلى شجرة يريد الكثير من الناس أن يكونوا عليها".

وأضاف هامبشاير: "تحت إشرافك، وجدنا طريقة لإدخال الأشخاص المعنيين والخروج منهم من دون أن يلاحظهم أحد من المنزل في ويندسور".

ما حواه الهاتف، دفع وزيرة الداخلية حينها، سويلا برافرمان، إلى إبعاد الرجل الصيني، وهو القرار الذي أكدته المحكمة التي أشار قضاتها إلى أنه حصل على "درجة غير عادية من الثقة" من "عضو رفيع في العائلة المالكة كان مستعدا للدخول في أنشطة تجارية معه".

من جانبها، انتقدت السفارة الصينية في لندن ما وصفته بـ"قصص التجسس غير المبررة التي تستهدف الصين"، مشيرة "هدفهم هو تشويه سمعة الصين وتعطيل التبادلات الطبيعية بين الأفراد الصينيين والبريطانيين".

إلى أميركا فقد وجد تحقيق أجرته شبكة CNN أن الصين شنت أكبر عملية معروفة للتضليل عبر الإنترنت في العالم لمضايقة المقيمين في الولايات المتحدة، والسياسيين من منتقديها.

وتزعم الشبكة أن هجوما تشنه الصين هو جزء من حملة ترهيب منظمة بشكل جيد وواسعة النطاق من قبل بكين، إذ تشير وزارة الخارجية الأميركية أن هذه الأساليب هي جزء من جهد أوسع بمليارات الدولارات يهدف إلى تشكيل بيئة المعلومات العالمية وإسكات منتقدي بكين.

من تستهدفهم بكين، بحسب الشبكة، يواجهون عشرات الآلاف من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تصفهم بالخونة، والكلاب، والشتائم العنصرية فيما يعرف باسم "Spamouflage" أو "Dragonbridge".

في هذا الإطار، أعلنت شركة ميتا في أغسطس ٢٠٢٣ إغلاق نحو ٨ آلاف حساب ينسب إلى هذه الشبكة في الربع الثاني من عام 2023 فقط، فيما قالت غوغل لشبكة CNN إنها أغلقت أكثر من 100 ألف حساب مرتبط بهذه الشبكة في السنوات الأخيرة فيما أغلقت إكس مئات آلاف الحسابات المرتبطة بالدولة الصينية.