"اتخذوا اللازم".. WSJ تكشف الأيام الأخيرة لاستخبارات الأسد
كشفت صحيفة
وول ستريت جورنال عن وثائق خاصة حصلت عليها من مقر الاستخبارات العسكرية السورية التابعة لنظام الرئيس السابق بشار الأسد عن الأيام الأخيرة في حياة النظام وتحليل الجهاز لأسباب انهياره.
فرار بأسلوب هيستيري في حلب
بعد سقوط حلب في يد الفصائل العسكرية وصل تقرير من 5 صفحات إلى مكتب ضباط الاستخبارات العسكرية في دمشق مع "تشخيص مقلق"، إذ اضطرت قوات النخبة التابعة للأسد والتي أُرسلت لتعزيز دفاعات المدينة، إلى التراجع بعد أن انسحب الجيش النظامي "بشكل عشوائي ومجنون"، بحسب التقرير، الذي أكد فرار الجنود "بأسلوب هستيري"، تاركين خلفهم الأسلحة والمركبات العسكرية.
مع تقدم الفصائل ، تدفقت التقارير إلى مقر الاستخبارات في الفرع 215، قبل تخليهم لاحقا عن موقعهم، تاركين خلفهم أكوامًا من الزي الرسمي والأسلحة والذخيرة مع زجاجات ويسكي فارغة وسجائر مطفأة، وأطنان من التقارير الاستخباراتية.
وصلت طائرة نقل عسكرية من طراز إليوشن من دمشق تحمل 250 من أفراد الاستخبارات العسكرية، بمن فيهم أعضاء من الفرع 215، مسلحين بقاذفات صواريخ يدوية، ومدافع رشاشة ثقيلة في محاولة أخيرة للدفاع عن المدينة.
وبعد ساعات من نشرهم في 29 نوفمبر، تعرضوا لهجوم من الطائرات المسيرة لفصائل المعارضة المسلحة.
وحلل العميد نيكولا موسى، ضابط الاستخبارات الذي كتب التقرير أسباب السقوط إلى الآتي:
- فشل الجهود المتكررة لتوحيد الوحدات العسكرية مع فرار الجنود وتركهم للأسلحة والمركبات العسكرية.
- نقص الدعم الجوي والتغطية بالمدفعية.
- الفشل في القيادة العسكرية أدى إلى "الترهل" في الصفوف وخرق للأمن
- المعلومات الحيوية عن مواقع القوات تم تسريبها أثناء الهجوم.
وذكر القائد أن "الضباط والجنود كانوا منشغلين بمصالح مادية وملذات"، مشيرًا إلى أن العسكريين كانوا يعتمدون على "طرق غير قانونية لإصلاح المعدات وتأمين معيشتهم، في ظل نقص الموارد والاقتصاد المنهار".
مع تقدم الفصائل نحو حماة، اقترح تقرير استخباراتي آخر، شن هجوم مضاد على قوات "هيئة تحرير الشام" في مقرها الرئيسي في إدلب القريب، مستفيدين من دفاعاته الضعيفة.
لكن أحدا لم يتخذ قرارا عسكريا بالمضي قدما وتنفيذ هذا الاقتراح الاستخباراتي.
وحذرت تقارير متنوعة من الجهاز التابع للنظام السابق من خدعة ارتداء عناصر الفصائل زي القوات النظامية، حامِلين صور الأسد ورافعين العلم السوري. كما حذرت تقارير أخرى من تفخيخ سيارات الإسعاف.
أصبحت أجهزة الاستخبارات تركز بشكل متزايد على الأمن في العاصمة، مع التركيز على ما بدا وكأنه تفاصيل تافهة، بحسب تقرير الصحيفة الأميركية.
وقالت تقارير استخبارات الأسد إن أفرادا من الفصائل انتقلوا إلى ضاحية من ضواحي دمشق، وأمر الجهاز الاستخباري عملاءه بالعمل والإبلاغ عن أي "نشاط غير عادي" بين رجال ملتحين يرتدون سترات جلدية سوداء في شارع شعلان الراقي.
وأشار العملاء الذين كانوا يراقبون ساحة عامة إلى مجموعة من منظفي الأحذية بالإضافة إلى امرأة تبيع الخضروات، كانت تضع مكياجًا ثقيلًا تحت حجابها وتتحدث بلكنة تشير إلى أنها من شرق سوريا.
ومن أجل المواجهة في دمشق، صدر أمر في منتصف الليل بتاريخ 5 ديسمبر باسم الرئيس السابق، يقضي بعودة وحدة مدرعة إلى العاصمة من دير الزور في الشرق.
صدرت أوامر بتحريك قوات الجيش السوري لاستمرار القتال، وتوجهت فرق الدعم الخاصة إلى منطقة الساحل في طرطوس، بينما كان العديد من الضباط يتركون مواقعهم بسبب الإحباط أو الخوف.
ومع اقتراب الفصائل من العاصمة، كان القلق بشأن التدخل الأجنبي في ازدياد، حيث كان النظام يتخبط في محاولاته للبقاء في السلطة، بينما كانت الأجهزة الاستخباراتية تسجل تقارير متفرقة حول الوضع المتدهور.
انتهى التقرير بتوقيع ضباط الاستخبارات الذي ظلوا يضعونه في رسائلهم الأخيرة: "راجعوا، وقوموا باتخاذ اللازم".