الصين تفرج عن موظفي "مينتز" الأميركيّة بعد عامين من الاحتجاز
أفرجت السلطات الصينية عن جميع موظفي شركة أميركية مختصة بالتقصي التجاري كانوا قد اعتُقلوا في بكين قبل عامين، في خطوة تبدو كإشارة طمأنة للشركات الأجنبية العاملة في الصين وسط تراجع الاستثمارات الأجنبية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وأكد متحدث باسم شركة "مينتز غروب" لوكالة "رويترز" الثلاثاء، أن الموظفين المعتقلين في بكين وجميعهم من المواطنين الصينيين قد تم إطلاق سراحهم.
ويأتي نبأ الإفراج عنهم بعد أيام فقط من اختتام منتدى التنمية الصيني في بكين، الذي شارك فيه عشرات الرؤساء التنفيذيين الأجانب، وهو منصة استخدمها المسؤولون الصينيون لتأكيد انفتاح بلادهم على رؤوس الأموال الأجنبية.
وكانت السلطات الصينية قد اعتقلت الموظفين الخمسة في مداهمة شكلت بداية حملة قمع واسعة استهدفت شركات الاستشارات والتقصي، من بينها مكتب شركة "باين آند كومباني" في شنغهاي، وشركة "كابفيجن بارتنرز".
وكان اعتقال موظفي "مينتز"، المتخصصة في التحقق من الخلفيات وجمع المعلومات والتحقيقات الداخلية، قد تم في مارس 2023 قبل أيام من انعقاد المنتدى الاقتصادي نفسه، ما أثار قلقاً واسعاً لدى الشركات الأجنبية تجاه البيئة الاستثمارية في الصين.
وكانت "رويترز" قد أفادت في مايو 2023، نقلاً عن مصادر، أن "مينتز"، التي تضم 12 مكتباً حول العالم وأكثر من 280 محققاً، كانت تجري أعمال تقصٍ تتعلق باستخدام محتمل للعمل القسري في سلاسل التوريد المرتبطة بمنطقة شينجيانغ الصينية.
من جهتها، تؤكد الصين أنها ترحب بالتجارة والاستثمار الأجنبيين، لكنها تشدد في الوقت نفسه على أن الأمن القومي يأتي في المرتبة الأولى قبل التنمية الاقتصادية.
وقال المتحدث باسم "مينتز" في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "نحن ممتنون للسلطات الصينية لأن زملاءنا السابقين أصبحوا الآن في منازلهم مع عائلاتهم".
الصين تحاول جذب الاستثمارات الأجنبية
وكانت السلطات الصينية قد كثفت جهودها قبيل انعقاد منتدى التنمية هذا العام، حيث أجرت سلسلة من اللقاءات مع كبار التنفيذيين الأجانب في محاولة لإقناعهم بجاذبية السوق الصينية.
وقد انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين بنسبة 27.1% بالعملة المحلية في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، وهو أكبر تراجع منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، بحسب البيانات الرسمية.
وتتزامن هذه المساعي أيضاً مع تصاعد الرسوم الجمركية المتبادلة مع الولايات المتحدة، في وقت تسعى فيه بكين لتعزيز علاقاتها مع قادة الأعمال العالميين تحسباً لمزيد من العقوبات التي يُتوقع أن يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على السلع الصينية اعتباراً من الشهر المقبل.