احتجاج لـ"فأر" بوجه أكوام القمامة في ثاني أكبر مدن إنكلترا
في ما كان يبدو أنه اجتماع جاد، ظهر رجل متنكر في زي فأر ليحرج حزب العمال في اجتماع للمجلس المحلي بسبب أزمة إضراب عمال جمع النفايات التي تعصف بمدينة برمنغهام، حسب صحيفة
ذا تلغراف البريطانية.
ووجه الرجل رسالة ساخرة ومباشرة إلى المسؤولين قائلا: "إلى متى ستبقى شوارعنا مرتعا للقوارض والقمامة؟".
هذا الاحتجاج التنكري جاء في خضم أزمة متفاقمة تُغرق ثاني أكبر مدينة في إنكلتر، بعد أن تكدس أكثر من 21 ألف طن من النفايات في الشوارع، على خلفية إضراب طويل الأمد لعمال جمع القمامة المنتمين إلى نقابة "يونايت"، احتجاجا على خلافات مع المجلس المحلي الذي يديره حزب العمال.
الاحتجاج كان صدى لصوت آلاف السكان الذين أبدوا استياءهم من الوضع، خاصة مع الانتشار الكبير للفئران في الأحياء السكنية.
بعض السكان تحدثوا عن فئران بحجم القطط تتجول بين أكوام النفايات، في مشهد لم تعهده المدينة من قبل، ما أدى إلى ارتفاع المخاوف الصحية والبيئية.
وفي تطور لافت، هاجم وزير الصحة البريطاني ويس ستريتينغ نقابة "يونايت" قائلا إنها "تحت قيادة لا تهتم فعليا بمصالح العمال بل تستخدمهم أداة سياسية".
وأضاف أن الوضع في برمنغهام "يشكل تهديدا للصحة العامة ويجب أن يتم حله فورا"، متهما النقابة بأنها ترفض الجلوس للتفاوض الجاد مع المجلس المحلي.
في خضم الأزمة، برزت نقطة حساسة تتعلق بعرقلة مغادرة شاحنات جمع النفايات من المستودعات، إذ أشارت تقارير محلية إلى أن بعض أعضاء النقابة المضربة منعوا الشاحنات من الخروج بشكل طبيعي، مما تسبب في شلل شبه كامل لعمليات التنظيف، حتى في المناطق التي لم تكن مشمولة بالإضراب المباشر.
هذا التعطيل المتعمد أثار غضب السكان والمسؤولين على حد سواء، حيث اعتبره البعض تجاوزا لحق الإضراب وتحولا إلى ممارسة ضارة بالصالح العام.
وقد دعا بعض أعضاء المجلس المحلي إلى ضمان حرية حركة الشاحنات "من دون عوائق أو تهديد"، باعتبار أن استمرار احتجازها "يؤجج الأزمة ويزيد من معاناة السكان وانتشار القوارض".