سياسة

من مفارقات ترامب.. استعراض في واشنطن وذخيرة حية في لوس أنجلوس

نشر
blinx
في مشهد وصفه بأنه "واقع مزدوج صادم"، يرصد الصحافي في مجلة تايم فيليب إليوت مفارقة حادة بين عرض عسكري احتفالي في العاصمة واشنطن، وعمليات عسكرية حقيقية لقمع احتجاجات مدنية على الساحل الغربي.
ففي حين تنتشر الدبابات والعربات المصفحة عبر شوارع العاصمة تمهيداً لعرض عسكري ضخم، كانت الذخيرة الحية تُطلق في لوس أنجلوس لتفريق متظاهرين محتجين على سياسات الترحيل. وكما كتب إليوت: "من جهة تشاهد عرضاً عسكرياً استعراضياً، ومن جهة أخرى أن ترى الذخيرة الحية تُطلق لتفريق مظاهرات داخلية".

استعراض في واشنطن وذخيرة حية في لوس أنجلوس (أ.ف.ب)

يأتي العرض بمناسبة مرور 250 عاماً على تأسيس الجيش الأميركي، وتزامن أيضاً مع الذكرى التاسعة والسبعين لميلاد الرئيس دونالد ترامب. ورغم أن التوقيت لم يُحدَّد خصيصاً ليتوافق مع عيد ميلاده، إلا أن هذه المصادفة دفعت حتى بعض مؤيديه إلى التشكيك في دلالاتها، حسب تقرير تايم.

استعراض عسكري في واشنطن... وعملية عسكرية في لوس أنجلوس

على الساحل الغربي، أمر ترامب بنشر ما يصل إلى 2000 عنصر من الحرس الوطني في لوس أنجلوس، متجاوزاً صلاحيات حكام الولايات، كما أرسل 700 عنصر من مشاة البحرية لتعزيز تلك القوات، في خطوة اعتُبرت "بالغة الانتهاك" لأعراف السيطرة المدنية على القوات المسلحة.
وبدلاً من تهدئة الأوضاع، فاقمت هذه القوات التوترات، ما دفع المراقبين إلى التساؤل إن كانت لوس أنجلوس مجرد "اختبار" لمدى تقبّل الأميركيين لرؤية جيشهم موجه ضدهم.

استعراض في واشنطن وذخيرة حية في لوس أنجلوس (أ.ف.ب)

أما في العاصمة واشنطن بالساحل الشرقي، جرى حشد نحو 6700 جندي، إلى جانب 50 طائرة و150 مركبة عسكرية. ويشتمل العرض على ثمانية فرق موسيقية عسكرية، و24 حصاناً، وبغلين، وكلب، كما عُرضت دبابات ومعدات ثقيلة من حروب سابقة، بالإضافة إلى صواريخ موجهة وطائرات "Thunderbirds" الشهيرة، التي طلب البيت الأبيض في اللحظات الأخيرة أن تحلّق فوق العرض ضمن فقراته الختامية.
ووصلت التكاليف التقديرية إلى 45 مليون دولار، وهو استعراض يراه مراقبون لا يحمل سوى هدف واحد، وهو تعزيز صورة ترامب الشخصية في لحظة يعاني فيها من تراجع شعبيته، وفقا للإذاعة الوطنية العامة.

التهديد باستخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين

حذّر ترامب، الأربعاء، من أنّ أي متظاهرين في واشنطن "سيُقابلون بقوة كبيرة جداً"، من دون أن يفرّق بين الاحتجاجات السلمية وأعمال الشغب، حسب ما ذكره موقع أي بي سي نيوز.
ساعات بعد تصريح ترامب، حاول البيت الأبيض توضيح الموقف بالقول إنّ "الرئيس يدعم حق التظاهر السلمي"، لكن تصريحاته السابقة عكست نيّة صريحة لقمع أي مظاهرة محتملة، في تجاهل واضح للدستور الأميركي الذي يكفل حرية التعبير.

انتقادات واسعة للعرض.. من الداخل والخارج

لم تقتصر الانتقادات على المعارضة السياسية، بل طالت حتى العسكريين والخبراء. في تقرير نشرته ذا أتلانتيك، شبّه المؤرخ هيذر كوكس ريتشاردسون العرض بطموحات "الأنظمة الاستبدادية"، فيما كتب مدير تحرير ميديا تاتش، رون فيليبوكوفسكي، على منصة إكس ساخراً: "الزعيم يريد عرضاً على طراز نورمبرغ في عيد ميلاده".

استعراض في واشنطن وذخيرة حية في لوس أنجلوس (أ.ف.ب)

من جهتها، قالت الباحثة ريسا بروكس لصحيفة نيويورك تايمز: "وجود دبابات في العاصمة لا يعكس جيشاً مهنياً بل جيشاً مُسخّراً لأهداف داخلية". كما أعرب جنرالات سابقون عن امتعاضهم، إذ قال بول سيلفا، النائب السابق لرئيس هيئة الأركان المشتركة: "العروض العسكرية هي ما يفعله الدكتاتوريون".
أما من جهة التمويل، انتقد ناشطون إنفاق عشرات الملايين على العرض بينما تعاني برامج بحثية وصحية من خفض التمويل. وكتب حساب جمهوريون ضد ترامب على إكس: "قطع تمويل أبحاث السرطان لإنفاقه على عرض؟ مخزٍ".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة