"بانتظار الدبلوماسية".. دعوة أممية لحماية المدنيين في إيران وإسرائيل
في وقتٍ تتساقط الصواريخ في إيران وإسرائيل، بدأت أصوات الهيئات الحقوقية ترتفع محذّرة من أن المدنيين هم من يدفعون الثمن الأكبر.
فقد دعت منظمة العفو الدولية، الأربعاء، إيران وإسرائيل إلى وقف الأعمال العسكرية "غير المسؤولة"، والتنبه لعواقبها "المدمّرة وبعيدة المدى" على السكان.
التحذير الأممي يأتي في ذروة تصعيد غير مسبوق بين البلدين، بدأ بضربات إسرائيلية استهدفت منشآت عسكرية ونووية داخل إيران، وأسفر حتى الآن عن سقوط مئات القتلى والجرحى، في وقت تردّ طهران بوابل من الصواريخ والمسيّرات.
طالبت منظمة العفو الدولية، الأربعاء، بعدم جعل المدنيين في إيران وإسرائيل "يدفعون ثمن أعمال عسكرية غير مسؤولة"، مطالبة البلدين باحترام القانون الإنساني الدولي.
وقالت الأمينة العامة للمنظمة، أنييس كالامار، في بيان، "في وقت يستمر ارتفاع عدد القتلى والجرحى، تحضّ منظمة العفو الدولية طرفي النزاع على الوفاء بالتزاماتهما وضمان عدم جعل المدنيين في البلدين يدفعون ثمن أعمال عسكرية غير مسؤولة".
وتشنّ إسرائيل منذ فجر الجمعة هجوما جويا واسع النطاق على إيران يشمل خاصة مواقع عسكرية ونووية إيرانية.
واستهدفت الطائرات الإسرائيلية مئات المواقع وقتلت عددا من القادة العسكريين والعلماء النوويين.
وتردّ إيران بإطلاق صواريخ ومسيرات على إسرائيل.
المخاوف من تصعيد "أوسع" قائمة
منذ بداية المواجهة بين البلدين، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 224 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من ألف آخرين في إيران، وفقا لحصيلة رسمية أصدرتها السلطات، الأحد، ولم تحدّثها مذّاك الحين.
وفي إسرائيل، أسفرت الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية عن مقتل 24 شخصا على الأقلّ، بحسب آخر حصيلة أوردها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الإثنين.
وقالت كالامار إن "مواصلة تصعيد هذه الأعمال العدائية يعرّض المدنيين في المنطقة وأبعد منها لعواقب مدمّرة وبعيدة المدى".
واتّهمت الولايات المتحدة وغيرها من دول مجموعة الـ7 بعدم الاعتراف بـ"الأثر المأساوي الذي سيترتب على هذا التصعيد على المدنيين في كلا البلدين".
وتابعت "بدلا من تشجيع طرف على حساب الآخر في النزاع، وكأن معاناة المدنيين ليست سوى عرض جانبي، يتعيّن على الدول ضمان حماية المدنيين".
وتقول إسرائيل إن هجومها الجوي المباغت يهدف إلى منع إيران من حيازة أسلحة نووية، وهو ما تنفي إيران سعيها إليه.
ترامب عن ضرب إيران.. "قد أفعل وقد لا أفعل"
قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إنه بصدد درس هل تنضم الولايات المتحدة إلى إسرائيل في قصف إيران، لافتا إلى أن طهران تواصلت مع واشنطن للتفاوض من أجل وضع حدّ للنزاع.
في تصريحات أدلى بها في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض قال ترامب "لقد نفد صبرنا" حيال إيران، وكرّر دعوة إيران إلى "استسلام غير مشروط".
ولدى سؤاله عمّا إذا قرر توجيه ضربات أميركية إلى إيران، قال ترامب "قد أفعل ذلك وقد لا أفعل، لا أحد يعلم ما سأقوم به".
وتابع "يمكنني أن أقول لكم إن إيران تواجه مشكلات كثيرة وهم (الإيرانيون) يريدون التفاوض".
وقال إن طهران اقترحت إيفاد مسؤولين إلى البيت الأبيض للتفاوض حول البرنامج النووي الإيراني في مسعى لوضع حد للهجوم الجوي الإسرائيلي، لكنه وصف المقترح بأنه "متأخر جدا".
وتابع "قلت إنّه فات الأوان للمباحثات.. هناك فرق هائل بين (أن يتم ذلك) اليوم وقبل أسبوع. أليس كذلك؟".
وتابع أن الإيرانيين "عرضوا المجيء إلى البيت الأبيض"، واصفا الاقتراح بأنه "شجاع".
ولدى سؤاله عمّا إذا فات الأوان للتفاوض، أجاب بالنفي قائلا "لا شيء فات أوانه" على هذا الصعيد.
وكان ترامب أبدى تأييدا للمسار الدبلوماسي من أجل وضع حد للبرنامج النووي الإيراني، وسعى للتوصل إلى اتفاق بدلا من ذاك الذي أبرم في العام 2015 وانسحب منه في ولايته الرئاسية الأولى في العام 2018.