الكريبتو والمعادن.. باكستان تُغازل ترامب لتجنّب الضرائب
في محاولة لتجنّب رسوم جمركية أميركية قد تصل إلى 29% اعتباراً من 9 يوليو، تعرض باكستان نفسها كوجهة رئيسية لتعدين العملات المشفّرة، ومركزاً غنيّاً بالمعادن النادرة، بل وتدعم ترشيح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لجائزة نوبل للسلام، في مسعى لتعميق علاقتها مع البيت الأبيض وتجنّب أزمة اقتصادية خانقة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة
فايننشال تايمز.
في هذا الشأن، تسعى وزارة المالية الباكستانية جاهدة لتوقيع اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، التي تُعد الشريك التجاري الأكبر للبلاد، بهدف كبح العجز المتزايد في الميزان التجاري لصالح إسلام أباد.
ففي عام 2024، بلغت صادرات باكستان إلى الولايات المتحدة 5.1 مليارات دولار، مقابل واردات بقيمة 2.1 مليار دولار فقط. ويُعزى التهديد بفرض رسوم جمركية مرتفعة إلى هذا الفائض التجاري البالغ 3 مليارات دولار.
وبحسب
رويترز، أعلنت باكستان عزمها زيادة وارداتها من السلع الأميركية، خاصة القطن والزيوت النباتية التي تعاني البلاد من نقص حاد فيها، في محاولة لتقليص هذا الفائض. كما أفادت
نيكاي آسيا أن الحكومة تخطط لاستيراد بذور فول الصويا، والوقود، إضافة إلى تشجيع الاستثمار الأميركي في قطاع التعدين والمعادن.
الكريبتو وسلاح الاقتصاد الجديد
ترى إسلام أباد في العملات الرقمية فرصة استراتيجية لإنعاش الاقتصاد المتعثر وتوفير فرص عمل للشباب. وأعلنت الحكومة عن خطط لإنشاء احتياطي وطني من البيتكوين على غرار النموذج الذي أطلقه ترامب في مارس، كما خصصت 2000 ميغاواط من الكهرباء لدعم عمليات تعدين العملات المشفّرة.

الكريبتو والمعادن.. باكستان تُغازل ترامب لتجنّب الضرائب (أ.ف.ب)
وخلال مأدبة غداء جمعت رئيس أركان الجيش الجنرال عاصم منير بالرئيس ترامب الشهر الماضي، ناقش الجانبان فرص باكستان في مجال التعدين الرقمي، فيما أشارت مصادر إلى أن منير تلقّى "قبعة MAGA" ومفتاحاً رمزياً للبيت الأبيض خلال اللقاء، في إشارة إلى تقارب غير مسبوق.
وفي خطوة لافتة، عيّنت باكستان في أبريل المدير التنفيذي السابق لشركة بينانس، تشانغبينغ زاو، كمستشار استراتيجي لتنظيم العملات الرقمية، كما أطلق وزير الكريبتو الباكستاني بلال بن صاقب في مايو مبادرة لتكريم ترامب بـ"الرئيس الذي أنقذ الكريبتو"، خلال مؤتمر في لاس فيغاس حضره نائب الرئيس جي دي فانس ونجل ترامب، إريك.
ثروات تحت الأرض تبحث عن مستثمرين
إلى جانب الكريبتو، تسعى باكستان إلى جذب المستثمرين الأميركيين لاستغلال ثروتها المعدنية الهائلة في المناطق الغربية المضطربة. وتشير التقديرات الرسمية إلى وجود تريليونات الدولارات من المعادن النادرة، مثل الأنتيمون المستخدم في البطاريات وموادّ مقاومة الحريق.
وقال المحامي الأميركي روبرت سيدن، الذي يعمل لصالح الحكومة الباكستانية، إن البلدين بصدد التفاوض على اتفاقية معادن. وأشار المستثمر الأميركي زاك ويتكوف خلال زيارته إلى لاهور في أبريل إلى إمكانية "تحويل هذه الموارد إلى سيولة عبر التوكنات الرقمية، ما يفتح أبواب الثراء أمام شباب البلاد".
ويُعد مشروع "ريكو ديك" في إقليم بلوشستان أحد أبرز مشاريع التعدين في البلاد، حيث يحتوي على أحد أكبر احتياطات العالم من النحاس والذهب، تُقدّر بـ54 مليار رطل من النحاس و41 مليون أونصة من الذهب، وفقا لـ
The Diplomat.
ويُتوقّع أن يبدأ الإنتاج فيه عام 2028، بينما يسعى المشروع حالياً إلى تأمين تمويل يصل إلى ملياري دولار، بينها مليار من بنك التصدير والاستيراد الأميركي، بحسب رويترز.
وفي ظل الطلب العالمي المتزايد على النحاس، خاصة في قطاع الذكاء الاصطناعي الذي سيحتاج بين 330 و420 ألف طن بحلول عام 2030، تأمل باكستان أن تكون ريكو ديك ورقتها الرابحة في جذب التمويل الأميركي.