تكنولوجيا

مراكز بيانات الـAI.. روبوتات ومليارات ووظائف قليلة

نشر
blinx
رغم الوعود الكبيرة من قادة التكنولوجيا والساسة بأن مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي ستخلق آلاف الوظائف، إلا أن الواقع يشير إلى غير ذلك، حيث تحتاج هذه المرافق إلى عدد قليل من الموظفين رغم مساحاتها الشاسعة.
في مدينة أبيلين بولاية تكساس، يعمل نحو 1500 شخص على بناء أول مركز بيانات لمشروع "ستارغيت"، الذي تقوده شركة OpenAI. لكن بمجرد اكتماله، سيتقلص عدد الوظائف الدائمة إلى حوالي 100 فقط، وفقاً لوكالة التنمية الاقتصادية بالمدينة، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.

وظائف بناء مؤقتة.. وأعداد تشغيلية محدودة

عادةً ما توفر مراكز البيانات وظائف ضخمة خلال مرحلة الإنشاء، لكنها لا تحتاج إلا إلى بضع عشرات أو مئات من الموظفين عند تشغيلها. فعلى سبيل المثال، مصنع لتعبئة الجبن بمساحة أقل من ثلث مليون قدم مربع في أبيلين يوفر 500 وظيفة، مقارنة بـ 100 وظيفة فقط لمركز بيانات على مساحة مليون قدم مربع.
وعلى الرغم من ذلك، تستثمر شركات التكنولوجيا الكبرى مثل أمازون وغوغل ومايكروسوفت مئات المليارات سنوياً في إنشاء مراكز بيانات جديدة، حيث توجد 445 منشأة عاملة حالياً في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى 249 أخرى قيد التطوير. مشروع "ستارغيت" وحده يخطط لإنشاء 20 مركز بيانات على الأقل.

الوعود السياسية مقابل الواقع

أثناء الكشف عن مشروع "ستارغيت"، صرّح الرئيس دونالد ترامب بأن المشروع سيوفر أكثر من 100 ألف وظيفة جديدة "تقريباً على الفور"، بينما ذكرت OpenAI أن المبادرة ستخلق "مئات الآلاف من الوظائف الأميركية".
لكن الخبراء يرون أن هذا الرقم مبالغ فيه، إذ توظف مراكز البيانات مئات أو آلاف الأشخاص أثناء البناء، لكنها تحتاج إلى عدد محدود فقط من الموظفين للتشغيل. يقول جون دينسديل، كبير المحللين في مجموعة "سينيرجي للأبحاث"، إن مراكز البيانات ليست "كثيفة العمالة" بمجرد تشغيلها، وفق ما نقلته وول ستريت جورنال.

أجهزة أكثر.. أشخاص أقل

عند التجول داخل مركز بيانات، المشهد الأساسي الذي ستراه هو صفوف ممتدة من الحواسيب والروبوتات المترابطة بكابلات ضخمة، بينما تمر أحياناً فرق الصيانة من كهربائيين ومهندسي تبريد. الوظائف الدائمة في هذه المراكز تشمل محللي بيانات، مهندسي برمجيات وأجهزة، وحراس أمن.
وفي محاولة لاكتساب دعم المجتمع المحلي، تقوم بعض الشركات بإنشاء مكاتب ومساحات عمل مشتركة بجوار مراكز البيانات، مثلما تفعل شركة "باتموس" في ميزوري، حيث تخطط لتوظيف 40 إلى 50 شخصاً فقط في مركز بيانات جديد، لكنها تطور منشآت أخرى قد تخلق مئات الوظائف الإضافية.

مواقع ريفية.. فرص اقتصادية محدودة

في السابق، كانت مراكز البيانات تُبنى بالقرب من المدن الكبيرة لتوفير سرعة اتصال أعلى. لكن مع انتشار مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، التي تُستخدم لتدريب النماذج بدلاً من تشغيلها، أصبح من المنطقي إنشاؤها في المناطق الريفية حيث تتوفر مساحات شاسعة وطاقة أرخص.
يقول تشيس لوكميلر، الرئيس التنفيذي لشركة "كروسو" المطورة لمركز بيانات أبيلين: "ليس من المنطقي إنشاء مراكز بيانات في نيويورك، حيث يمكن استخدام الطاقة بشكل أفضل في تشغيل مبانٍ مكتبية ضخمة أو مجمعات سكنية. لكن في غرب تكساس، حيث الأراضي متاحة والطاقة رخيصة، فالأمر مثالي".
الشركة نفسها تبني محطة طاقة غازية لدعم مركز البيانات الجديد، والتي ستوفر حوالي 30 وظيفة فقط، بينما يتم تصنيع المعدات الكهربائية للمشروع في مصانع بكولورادو وأوكلاهوما، حيث يعمل 400 شخص.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة