حماس توافق وإسرائيل منقسمة.. هل تسبق الهدنة "خطة احتلال غزة"؟
وافقت حركة حماس على مقترح جديد لوقف إطلاق النار في غزة قدّمته مصر وقطر، يتضمن الإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل إطلاق سراح رهائن إسرائيليين.
لكن لم يتضح بعد ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيقبل بالمقترح، الذي جاء في وقت كثّف فيه الوسطاء القطريون والمصريون جهودهم لتجنب اجتياح إسرائيلي بري لمدينة غزة. فهل من إنفراجة؟
أبلغت حركة حماس الوسطاء المصريين والقطريين الإثنين، موافقتها على المقترح الجديد بشأن اتفاق لوقف إطلاق لمدة 60 يوما وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين على دفعتين.
وأعلنت الحركة في بيان عبر تلغرام، أن "حركة حماس والفصائل الفلسطينية أبلغت موافقتها على المقترح الذي قدم لها بالأمس من الوسيطين المصري والقطري".
وقال مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات لوكالة فرانس برس إن الوسطاء قدّموا لحماس والفصائل الفلسطينية "ضمانات... بتنفيذ الاتفاق، مع التعهد باستئناف المفاوضات لبحث حل دائم".
المقترح الذي يجري الحديث عنه في أوساط حماس هو صفقة جزئية تستند إلى ما يُعرف بـ"مبادرة ويتكوف" (ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط) وهي مبادرة سبق أن أعلنت إسرائيل أنها لم تعد مطروحة.
وتنص الصفقة على الإفراج عن نحو نصف الرهائن: 10 رهائن أحياء و18 جثمانًا لرهائن قُتلوا.
بحسب مسؤولين مشاركين في المفاوضات تحدثوا لصحيفة نيويورك تايمز، يتضمن الاتفاق أيضا:
- انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق داخل غزة.
- السماح بدخول مساعدات إنسانية كافية لتلبية احتياجات الفلسطينيين.
وأشاروا إلى أن البنود الجديدة لا تختلف كثيرًا عن اتفاقات سابقة قبلتها إسرائيل، وتشمل وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار وخارطة طريق لإنهاء الحرب بشكل كامل.
إسرائيل كانت قد وافقت في جولات سابقة على الإفراج عن نصف الرهائن الذين يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة مقابل أسرى فلسطينيين، على أن يتم الإفراج عن الباقين في إطار اتفاق شامل لاحق.
ولا يزال 49 شخصا محتجزين كرهائن في قطاع غزة بينهم 27 قتيلا بحسب الجيش الإسرائيلي. وكانت حماس اقتادت 251 شخصا رهائن إلى قطاع غزة خلال هجومها على إسرائيل في الـ7 من أكتوبر 2023، وقد أفرج عن غالبيتهم على دفعتين.
بحسب القناة 14 الإسرائيلية حيث يتأرجح الموقف بين خيارين متناقضين: المضي نحو صفقة جديدة مع حماس لإطلاق سراح الرهائن، أو الحسم العسكري واحتلال غزة.
مسؤول سياسي بارز قدّر أن رد حماس على المقترح المطروح يبدو هذه المرة أكثر جدية مقارنة بجولات سابقة، لكنه شدّد في الوقت نفسه على ضرورة التعامل مع الأمر "بحذر شديد جدًا".
وقال مسؤولان اليوم لرويترز إن إسرائيل تدرس رد حماس.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان نشرته أجهزته عصر الإثنين إنه بحث مع وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان "في خططنا لمدينة غزة وإنجاز مهماتنا"، مضيفا "حماس تخضع لضغوط قصوى" من دون إشارة صريحة إلى المفاوضات الجارية.
وكان نتنياهو حذر الأسبوع الماضي، من أنه لن يقبل إلا باتفاق "يفرج في إطاره عن كل الرهائن دفعة واحدة وبحسب شروطنا لإنهاء الحرب" في غزة.
وفي إسرائيل، تظاهر أكثر من 400 ألف شخص الأحد مطالبين الحكومة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين على منصة تروث سوشال "الرهائن الباقون سيعودون فقط حين تتم مواجهة حماس وتدميرها... كلما حصل ذلك بشكل مبكر، كلما كانت فرص النجاح أفضل".
وفي المقابل، شدد ويتكوف، خلال اجتماع مع عائلات الرهائن على أن ترامب يريد إطلاق جميع الرهائن دفعة واحدة: "لا صفقات مجزأة.. يجب أن يعود الجميع معا".
مع ذلك، نقل مسؤولون إسرائيليون أن حماس أبدت مرونة أكبر في الجولة الأخيرة من المفاوضات، وتراجعت عن مواقف كانت متمسكة بها في مفاوضات يوليو الماضي.